
محتويات
تعد محافظة صعدة أحد المحافظات اليمنية ذات المكانة التاريخية الهامة، والموقع الاستراتيجي البارز، وهي من أهم المحافظات اليمنية من الناحية الاقتصادية نظرًا لدورها الهام زراعيًا، وسياحيًا، كما سنرى في السطور القادمة.
الموقع والمناخ
تقع محافظة صعدة شمال غرب العاصمة صنعاء، وتبعد عنها مسافة 242كم، وتمتلك المحافظة 15 مديرية وتعتبر من أهم المدن فيها هي كل من مدينة البقع، ومدينة صعدة والتي تعد عاصمة المحافظة وأكبر المدن بها.
ويبلغ عدد سكان المحافظة حوالي 500 ألف نسمة وفق ما جاء في الإحصاء الأخير الذي تم عام 2004، أما عن مناخ المحافظة فإنها تتميز بمناخ معتدل صيفًا، وشديد البرودة شتاءًا.
تاريخ محافظة صعدة
تعد هي إحدى المحافظات اليمنية التي مازالت محتفظة باسمها رغم مرور العصور عليها، حيث أنها مذكورة في العديد من النقوش بالاسم ذاته، وكذلك نجدها مذكورة بنفس الاسم في فترة الحكم الإسلامي ويعتبر أبرز تلك المصادر كان كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني، بينما في فترة ما قبل الميلاد كانت تتخذ المحافظة اسم “جماع”.
أما عن مدينة صعدة والمحافظة بشكلها المتعارف عليه اليوم، فقد تم تأسيسها في القرن الثالث الهجري التاسع ميلاديًا، وتم تخطيط شوارعها من قبل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم، وتقع المحافظة بشكلها الجديد على مسافة 3 كم فقط من المدينة القديمة، التي كانت تتخذ من سفح جبل تلمص مكانًا لها.

ومن أطلال المدينة القديمة نجد أنها كانت مشهور عنها الفن المعماري، وكانت مركزًا تجاريًا هامًا في فترة الحكم الإسلامي لها، نظرًا لكثرة الأسواق التي تواجدت فيها، والحمامات، كما كانت ولازالت المدينة تمتلك عددًا كبيرًا من المساجد والمدارس.
كما كانت صعدة أحد المراكز الهامة لنشر الدعوة الإسلامية، وأيضًا أشتهرت بمجالس الأدب والثقافة بقدر ما اشتهرت بالصناعة والتجارة والزراعة، وغلب على معمارها الطابع الإسلامي، ودعنا لا ننسى كونها كانت مركزًا أساسيًا في فترة الدولة الزيدية باليمن، وكانت المركز الذي اتخذته تلك الدولة مقرًا لإنهاء الأزمات الداخلية والخارجية.
السياحة
تمتلك المحافظة 5 حصون اشتهروا في ما مضى بحسم العديد من المعارك، وأصبحوا الآن تلك الحصون أحد أهم المواقع السياحية التي تكون على جدول السياح القادمين من كل مكان، سواءًا كانوا من الوطن العربي أو الدول الأوروبية.
وتلك الحصون هي حصن السنارة المتواجد أعلى جبل وادي العبدين، وحصن الصمع المتواجد في الصفرا، حصن الفشلة المتواجد في مدينة صعدة، وحصل القلعة في مدينة رازح، وحصن أم ليلى في مجز، والذين يعدوا أحد أهم المزارات السياحية لصعدة خاصًة، واليمن عامة.
اقتصاد صعدة
اهتم أهل محافظة صعدة في السابق بالزراعة، فعلى الرغم أنه تداخل مع ذلك التجارة والصناعة، إلا أن النشاط الأساسي لهم كان الزراعة، ومازال وحتى يومنا الحالي هو النشاط الاقتصادي الرئيسي لسكان المحافظة، حيث يبلغ عدد المحاصيل الزراعية إلى 40% من الناتج الكلي لدولة اليمن.

ويتم من خلال أراضي المحافظة حصاد العديد من أنواع الخضار، والفواكه، إضافة إلى حصاد كميات كبيرة من الحبوب، والجدير بالذكر هو اهتمام سكانها كذلك بتربية الماشية، مما جعل المحافظة تمتلك ثروة حيوانية كبيرة.
ويتكون اقتصاد صعدة حتى يومنا الحالي أيضًا بالصناعة، ولكن صناعة الحرف اليدوية هي الغالبة على معظم أهلها، أما عن الصناعة عامًة فتشهد صعدة إنتاج الكوبل والنيكل، ونحت وإنتاج الجرانيت والنحاس، كما لهم باع طويل في صناعة الورق والمطاط ومواد الطلاء.
في النهاية ليس في وسعنا سوى أن محافظة صعدة مثلما كانت في العصور الماضية أحد أهم المحافظات اليمنية، إلا أنها استطاعت وبجد وعرق أبنائها وأبناء اليمن الحفاظ على مكانتها التاريخية، وصورتها العريقة.