
تعد اليمن من أوائل الدول في التحضر، وامتلاك وسائل نقل حديثة، نظرًا لتاريخها العريق، والذي يظهر في كل ركن من أركانها، واختلاف الحقب التاريخية بسياستها، تظهر في كل طبقة من طبقات أرضها، واستطاعت أن تكون من أسرع الدول في إنشاء خط سكة حديد، فعلى سبيل المثال كانت الدولة العثمانية بخلافة السلطان عبد الحميد الثاني، ترغب في ربط جميع الدول التي تقع تحت سلطتها، بخط سكة حديد واحد، وكان الهدف الرئيسي من ذلك هو تيسير وتسهيل عملية الحج على رعايا الدولة العثمانية.
وكان من المقرر أن تكون المرحلة الأولى لهذه السكة الحديدية رابطة بين كل من تركيا، الحجاز، الشام، واليمن، وبدأ العمل بالفعل لتكون الخطوة الأولى من السكك الحديدية اليمنية، تربط داخليًا بين العاصمة والميناء، وبالفعل سار القطار اليمني الأول عام 1911، وكان بمثابة النقلة الاقتصادية والحضارية، للدولة اليمنية، ولكن توقف العمل عليه مع بدء الحرب العالمية الأولى، وخاصًة بعد تورط الدولة العثمانية بها عام 1914، والتي نتج عنها استغناء الدولة العثمانية عن سيادتها في اليمن.
أما في عصرنا الحالي فإن لليمن ثلاثة أنواع من وسائل النقل الداخلية وينقسموا إلى ثلاثة أقسام، النقل البري، النقل الجوي، والنقل البحري، واستطاعت الجمهورية اليمنية في إبرام اتفاقيتان، كانوا بمثابة حجر الأساس للنقل داخل الجمهورية اليمنية، الاتفاقية الأولى والثانية تم إبرامهم في يونيو 1995، واختصوا بالنقل البري والبحري الدولي الخاص بالركاب، والبضائع التجارية، بين كل من المملكة الأردنية والجمهورية اليمنية.
النقل البري اليمني :
على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، فقد استطاعت اليمن أن تنشئ ما عرف في أمريكا باتحاد سائقي الأجرة، ولكن النسخة اليمنية، فقد نجحت وكان لديها من التحضر والرقي في أن تكون مالكة لمؤسسة كاملة حول طلب واستئجار سيارات الأجرة للنقل الداخلي، والتي تأتيك من خلال طلب تقوم بإجراءه عبر الهاتف، وتأتي السيارة بسائقها، وتوفر لك التنقل بحرية بين المدن اليمنية، وكذلك التنقل بآمان تام، وفي حال كنت أحد السائحين، فإن مطار صنعاء الدولي يوفر لك تلك الخدمة من المطار ذاته والتي يكون معك خلال رحلتك، سائق من أهل البلد يعرف دروبها وشوارعها وتشعر معه بالآمان .
ورغم أن الدولة مازالت لا تتمتع بخط سكة حديد سواءًا كان بين المدن الداخلية، أو حتى يربط الدولة اليمنية بالخارج، إلا أن الحكومة اليمنية نجحت في عمل خط حافلات يعمل بشكل اسبوعي دائم، ليربط بين المدن اليمنية الكبرى بعضها ببعض، ويقدم خدمة مريحة، ورخيصة، ولكن داخل المدن نفسها لا يوجد وسائل مواصلات سوى سيارات الآجرة التي سبق ذكرها.
النقل البحري اليمني :
نظرًا لطول ساحل اليمن، والجزر المحيطة بها، والذي يمتد لما يزيد عن 2000 كم، فسمح ذلك للدولة أن تكون مالكة لـ6 موانئ دولية، وهم كل من ميناء المكلا، ميناء عدن، ميناء المخاء، ميناء الحديدة، ميناء الصليف، وميناء نشطون، والتي تقدم خدمات استقبال السفن، التجارية وخدمات الشحن والتفريغ طوال أيام الأسبوع، كما يتواجد على السواحل اليمنية ميناء بلحاف والمخصص لتصدير الغاز الطبيعي، إضافة إلى 9 موانئ محلية عربية وهم كل من ميناء قنا، ميناء اللحية، ميناء سيحوت، ميناء شقرة، ميناء الشحر، ميناء سقطري، ميناء رأس العارة، ميناء ميدي، وأخيرًا ميناء الخوخة، وتنتشر تلك الموانئ عبر المدن الكبيرة على الساحل، والجزر اليمنية المحيطة.
النقل الجوي اليمني :
تعتبر اليمن من الدول العربية صاحبة الريادة في النقل الجوي، حيث تمتلك 13 مطار، وينقسموا إلى 8 مطارات للنقل الداخلي وهم مطار الغيضة، مطار عتق، مطار البيضاء، مطار مآرب، مطار صعدة، مطار سيئون، مطار سقطري، ومطار البقاع، بينما تمتلك 5 مطارات دولية وهم كل من مطار صنعاء الدولي، مطار تعز، مطار مكلا، مطار عدن، ومطار الحديدة، ويتم من خلال كل من المطارات المذكورة حركة الشحن والتجارة، ونقل الركاب.
وبعد أن استطعنا أن نعُرفك بشكل مختصر على وسائل النقل اليمنية، وما استطاعت أن تحققه دولة اليمن على صعيد وسائل النقل على مدار تاريخها، رغم الصعوبات والتحديات، تعد تلك الوسائل هي حجر أساس السياحة اليمنية التي تتمتع بالعديد من المدن السياحية، نظرًا لتاريخها العريق، ومازالت اليمن رغم كل ما تواجهه تبهر العالم في رحلتها نحو التحضر.