
تتمتع اليمن بجو معتدل صيفًا وممطر شتاءًا، وعلى الرغم أن الدولة لا تحتوي على أنهارًا سارية إلا أن مخزونها المائي يأتي من كثرة الأودية بها، وسيكون حديثنا اليوم عما أطلق عليها كل من رآه مسمى أرض العطاء، وهو وادي سهام في اليمن، وهو أحد أبرز الوديان فيها، وسنتحدث عما يقدمه من ثروات اقتصادية لدعم وتنمية الدولة كافة وليس فقط المحافظة الموجود فيها.
أودية اليمن
تنقسم الوديان في اليمن إلى ثلاثة أنواع، ويتم هذا التقسيم من حيث المصب الذي تصب فيه هذه الأودية وتبدأ بالوديان التي تصب في البحر الأحمر، والنوع الثاني هي تلك الأودية التي تصب في بحر العرب والثالث الذي يتخذ من الصحراء مصب له.
ومن أبرز الأودية التي تصب في البحر الأحمر هم: وادي سهام، وادي ريما، وادي بني خولان، وادي مور، ومن الأودية التي تصب في بحر العرب: وادي حريم، وادي حجر، وادي بنا ويعد الأخير من أكثر أودية مصب بحر العرب يملك روافد له، ويروي ويغذي أكبر دلتا في اليمن وهي دلنا أبين.
ومن الأودية التي تصب في صحراء الربع الخالي هم: وادي مرخه، وادي حريب، وادي الجوف، وادي حات وجميعهم يمتلكوا الكثير من الروافد، نظرًا لسقوط الأمطار بغزارة أغلبية أوقات السنة في أعلى الجبال المحيطة بالأراضي الصحراوية في اليمن.
وادي سهام في محافظة الحديدة
يعد وادي سهام من أهم وديان اليمن وأكثرها خصوبة، حيث يروي وادي سهام العديد من الأراضي نظرًا لتلاقيه مع أودية بلاد أنس الشمالية والأودية الموجودة في شمال بلاد الريما، كما ذكره القاضي الحجري في كتابه مجموعة قبائل اليمن ووديانها.

ويبلغ طول الوادي سهام 176 كم تقريبًا، ويبلغ طول المصب الخاص به 60 كم، وفي أوقات قلة الأمطار الموسمية تبلغ كمية المياه إلى 37 مليون متر مكعب، ولكن في الأوقات المطيرة وعلى الرغم من خطورتها على المناطق السكانية، والبنية التحتية، يبلغ حجم المياه 117 مليون متر مكعب، مما يجعله من أهم الأودية في اليمن.
والجدير بالذكر أن الحكومات على مر التاريخ اتخذوا العديد من التجهيزات، لتحقيق الأمان على البنية التحتية في المناطق التي يمر عليها روافد الوادي، مثل أحواض الترسيب، وإنشاء بوابات التغذية وبوابات تصفية المياه، وحواجز ترابية لتحقيق الأمان على المناطق السكنية.
الثروة الزراعية لوادي سهام
نظرًا للخصوبة التي يحققها الوادي للأماكن التي يغديها بالماء، فإن ذلك ينتج عنه العديد من المحاصيل من أعلاف، وبقوليات، والحبوب، والأرز، والذرة، وتبلغ الكمية الإنتاجية للمحاصيل النقدية لهذه الأراضي 229,611 طن تقريبًا، مما يجعله من أهم عناصر التنمية الاقتصادية في اليمن، وعلى الرغم من كونها أبرز الدول المهددة بالعطش خلال السنوات القليلة القادمة، نظرًا للزيادة السكانية التي شهدتها السنوات الأخيرة، واستهلاك المياه الجوفية فيها بنسبة تصل حتى 90%، من أجل استخدامها في الزراعة، وتحديدًا زراعة نبات القات نظرًا لما يحققه من عائد مادي قوي للاقتصاد اليمني إلا أن الدولة تعتمد كذلك بشكل كبير على المياه لتحقيق اكتفاء ذاتيًا، سواء لمياه الشرب أو لاستخدامها في الزراعة للمياه الجارية في الوديان التي تتمتع بها اليمن.
وفي الختام اتخذ العديد من الخبراء نهج مطالبة الحكومة اليمنية بسرعة نشر الوعي المائي، سواء بين المواطنين، أو المزارعين، إضافة إلى ضرورة بداية بناء السدود والأبار من أجل الاستفادة بشكل كبير على مياه الأمطار الجارية في الوديان المختلفة، وذلك لعدم وقوع حروب مائية يدفع ثمنها الشعب اليمني.