
محتويات
تعتبر مملكة حمير من أقدم الممالك التي فرضت نفوذها على الأراضي اليمنية، ليس معروف تحديدًا نشأة المملكة، ولكن يرجح المؤرخين أن نشأة حمير كمملكة يعود إلى عام 110 ق.م.، واستمر نفوذها حتى 525 ميلاديًا، وتعتبر هي أخر الممالك اليمنية التي استمرت حتى قيام الدولة الإسلامية ودخول الإسلام للأراضي اليمنية، وسنتعرف عليها بشكل تفصيلي عبر السطور القادمة.
تاريخ دولة حمير
تعود أصولها إلى قبائل مملكة سبأ، التي ذكرت في القرآن الكريم وملكتهم بلقيس مع سيدنا سليمان، واتخذت من ظفار بريم مقرًا لها، وكانت تربطها الكثير من التحالفات مع مملكة كندة ويرجح المؤرخون أن أصول مدينة جهينة المصرية أسسوها منفصلين عن حمير.
عرف أهل حمير توحيد الإله من خلال إله اسمه رحمن، ثم اعتنقوا الديانة اليهودية وكما ذكرنا اتخذوا من ظفار عاصمة لها، وامتدت نفوذ مملكة حمير بطول الأراضي اليمنية، مثل ريمة، آب، ذمار وتعز، ويرجع الفضل للمملكة في فرض النفوذ والاستقرار، نظرًا لتواجدها ونشأتها في فترة اضطرابات سياسية، بالتزامن مع ضعف ونهاية مملكة سبأ.
واعتمدت حمير نظام الحكم الملكي الوراثي، حيث كان الأبناء يورثون حكم المملكة عن آبائهم في حال تنحيهم عن الحكم أو وفاتهم، وبدأ اعتناق أهل حمير للإسلام مع بداية القرن السابع الميلادي عندما ذهب جماعة منهم لمقابلة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وبعد مقابلته ودخولهم في الإسلام كان للمملكة دور كبير في الفتوحات الإسلامية.ولم يتوقف فقط دورهم على المستوى العسكري والحربي والتجاري، بل أيضًا أنهم اتخذوا من مكانهم الجغرافي المتميز مقرًا ليكون منارة لنشر الدعوة من خلال العلماء والفقهاء التي أخرجتهم الأراضي اليمنية للعالم أجمع، ونجد ذلك في النقوش والكتب والمساجد والأثار التي تركوها، والتي مازال منها الكثير موجود حتى يومنا الحالي.

لغة مملكة حمير
تعتبر اللغة الرسمية لأهل حمير هي اللغة الحميرية، وهي أحد اللغات السامية التي انتشرت في جنوب غرب الجزيرة العربية، والتي استمر استخدامها حتى القرن العاشر الميلادي.
اقتصاد حمير
اعتمد اهالي حمير على الزراعة نظرًا لوفرة الأراضي الزراعية بالمملكة، وكذلك وفرة السدود والمياه العذبة ساعدهم ذلك في دعم اقتصادهم من خلال زراعة المحاصيل مثل الحبوب، والفواكه والخضروات، والتي كان يتم استخدام قدر كبير منها للاستخدام المحلي، وتصدير والتجارة في الفائض.
كما اعتمد اقتصاد حمير على التجارة، فموقعها الجغرافي المتميز، ووقوعها على طريق التجارة في الجزيرة العربية، إضافة إلى امتلاكها الكثير من الموانئ، كل هذا ساعد المملكة على احتواء الكثير من الأسواق، وجعلها مقر تجاري متميز، ومن خلال النقوش التي عثرت عليها البعثة السوفيتية نجد أن تجارة أهل حمير قد وصلت حتى اليونان، وإفريقيا، وتخصصوا في تجارة البخور، اللبان، والصمغ.
الاثار في حمير
يعتبر أول أثار عثر عليها عن حمير يعود الفضل فيها المستشرق الدنماركي كارستن نيبور، والذي عثر على كتاب يروي عن الملك الحميري اليهودي يوسف أسأر يتثأر، وساعد في ترجمة الكتاب بعض من المترجمين العالمين بالعبرية إضافة إلى الاستعانة بالعارفين باللغات السامية القديمة.

بل يعتبر أقدم نص وصلنا هو هذا النص الذي عثر عليه، والذي كتب للإشارة إلى بدء بناء سور يمنع تقدم الحميريين للهجوم على قوافل مملكة حضرموت، وكذلك تمثار الملك الحميري ذمار علي يهبر الثاني الذي وعلى الرغم لم يتم العثور عن كثير عن فترة حكمه، ولكن يرجح المؤرخون أن فترة توليه الحكم تعود إلى القرن الرابع الميلادي.
وفي الختام لا يمكن أن نغفل عن الكم الذي تحتويه هذه الأراضي اليمنية العربية الأصيلة، وكمية التاريخ سواء الذي عثرت عليه البعثات الاستكشافية المختلفة، أو ما عثر عليه صدفًة بعد دخول الدولة اليمنية مرحلة التنقيب عن البترول، أو التاريخ الذي مازالت تضمه أحضان اليمن بين طياتها، كل هذا يجعلنا نتأكد بأن لهذه البلد أصالة تعود إلى عصور ما قبل التاريخ يجب أن ننظر لها بفخر واعتزاز.