اليمن قديمأ

مملكة حضرموت

ممالك اليمن

تعتبر محافظة حضرموت والتي تعد أكبر محافظات اليمن من حيث المساحة، هي استكمالًا للمملكة القديمة وقعت مملكة حضرموت قديمًا في الجنوب الشرقي لليمن، وعلى الرغم من كونها عرفت باحتفاظ أراضيها على الاستقلالية لفترات تاريخية متباعدة، من خلال حلفها مع المملكة السبئية إلا أن هذا لم يمنع الأخيرة من احتلال أراضيها في أواخر القرن الثالث الميلادي، وسنتعرف بشكل أعمق على تاريخ حضرموت في السطور القادمة.

تاريخ مملكة حضرموت

تعود تسمية المملكة إلى حضرموت بن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وكان اسمه عامر ولكنه اتخذ من حضرموت لقبًا له، واكتسب هذا اللقب نظرًا لإكثاره في قتل أعداءه بالمعارك والحروب.

اتخذ ملوك مملكة حضرموت من شبوة عاصمة لمملكتهم، لم يستطيع العلماء الوقوف على تاريخ تأسيس مملكة حضرموت، ويعتبر المستشرقين والباحثين في علم الأثار أن كل ما تم اكتشافه حتى يومنا الحالي لا يعد أكثر من 1% من تاريخ حضرموت، وأن كل ما اكتشف فقط هو عن الفترة التي قبل سقوطها على يد كل من مملكة كندة وحمير، ويعتبر أحدث ما تم اكتشافه عن تاريخ المملكة هو معبد الإله سين والذي يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد.

كما يعتقد المؤرخين أن مملكة حضرموت هي التي وقفت وراء إنشاء مملكة معين، وجاء ذلك لتأمين الطريق التجاري الخالص بالمملكة والذي يمتد حتى الحجاز، كما اكتشفت البعثة السوفيتية للتنقيب عن الأثار اليمنية نقوش خاصة بالملك الحضرمي يهرعش بن أبيشع، وتحكي النقوش على فترة بناء سور لحماية المملكة من الهجمات الحميرية، ويعود تاريخ هذا النقش إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

الديانة واللغة

مثلهم مثل أي بشري بدأ في التفكر في كيف وصل إلى هذه الأرض، عبد أهل حضرموت أول ما عبدوا اتخذوا من الكواكب والنجوم آلهة لهم، فعبدوا الشمس والقمر والنجوم، نظرًا لكونها كانت الهادية لهم سواء في طرقاتهم الصحراوية أو في تعريفهم المواسم المختلفة للزراعة والفصول، فاعتبروا أن تلك علامة على الاعتناء بهم.

بعد ذلك يعد أهل مملكة حضرموت أول من عمل على توحيد الآلهة، من خلال عبادة الإله سين ومن هنا بنوا المعبد الخاص به والذي تم العثور عليه شبه كاملًا، وبدأوا في تقديم القرابين له، وبناء التماثيل الدالة عليه.

أما عن اللغة فوفقًا لما قاله عالم الأثار والنقوش ألكسندر سيدوف أن أهل مملكة حضرموت اعتمدوا على اللغة السقطرية القديمة، والتي كانت لغة القبائل والجماعات بجزيرة العرب في السابق، والتي كان يتم استخدامها ما بين الألف الثاني والأول قبل الميلاد، والتي كانت عبارة عن مزيج بين اللغة العربية والمهرية القديمة، ومنها تكونت اللغة الحضرمية بين القبائل والجماعات اليمنية في القدم.

اقتصاد مملكة حضرموت

اعتمد أهل مملكة حضرموت في اقتصادهم على الزراعة، من خلال احتوائها على أراضي خصبة ضمنت لها الاستقرار مع وقوع العديد من الوديان التي تحتوي على المياه العذبة، وعليه وفرت لأهل حضرموت زراعة الحبوب والخضروات والفواكه طوال فصول السنة.

كما اعتمدوا على التجارة فنظرًا لوقوع العديد من مناجم الملح في أراضي حضرموت القديمة، وفر ذلك لأهلها تجارة الملح، إضافة إلى التجارة في البخور بمختلف عطورها المستخلصة من الزهور الصخرية الموجودة في الأراضي اليمنية، وكذلك تجارة اللبان، ونظرًا لاستقبال مملكة حضرموت إلى الكثير من القوافل التجارية، ضمن ذلك تجارة مستقرة مع الممالك المجاورة، ووصلت تجارتهم حتى اليونان مما احتاج بشكل دائم إلى تأمين طرق التجارة الحضرمية.

ومن السطور السابقة يمكننا أن نتعرف على أن محافظة حضرموت الموجودة حاليًا في اليمن، ليست سوى استمرار للتاريخ العريق التي تحتويه الأراضي اليمنية، ولكن مازال كما تم الذكر أمامنا 99% للتعرف بشكل كامل على التاريخ الحضرمي، والذي ممكن أن يخبرنا عن أخبار السابقين الذين مروا على الأراضي اليمنية الأصيلة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي