مملكة أوسان

اختلف الباحثين فيما بينهم عن تاريخ تأسيس ونهاية مملكة أوسان، حيث أن ظهورها وحسبما أخبرتنا به المصادر التاريخية يعود إلى أنها كانت واقعة تحت سيطرة مملكة قتبان، ولكنها شهدت ازدهار في التجارة والاقتصاد بسبب قربها من خليج عدن، وأن هذا الازدهار سمح لها بجمع القبائل وتكوين كيان سياسي مستقل عرف بمملكة أوسان.
وفي الوقت الذي يقول الباحثين فيه أن قيام المملكة كان في سنة 230 ق.م. تقريبًا وأنها ظلت قائمة حتى عام 115 ق.م.، يرى الباحث التاريخي هومل أن النقوش التي عرضت انتصارات الملك السبئي كرب إيل وتر على حكام المملكة أثبت أن نشأة اوسان تعود إلى القرن الخامس ق.م..
تم التعرف على أوسان من خلال تلك النقوش التي صورت انتصارات الملك السبئي، والتي وجدت في معبد الوعول في مدينة صرواح، وامتدت أراضي أوسان بين وادي بيحان حتى خليج عدن، وتدل الأثار والنقوش التي وجدت أن المملكة اتخذت من وادي مرخة عاصمة لها.
وتخبرنا الأثار التشابه المعماري بين حضارة أوسان والمعمار الهليني من خلال المعابد والقصور التي وجدت، واعتمدت المملكة في اقتصادها على التجارة، حيث امتد نفوذها التجاري إلى إفريقيا والهند، واشتهرت بالتجارة في البهارات والأعشاب والطين المحروق، ورغم كل هذا النفوذ لم يكن للمملكة نفوذ عسكري بالمرة.
اندثار أوسان
كما ذكرنا في السطور السابقة، لم يعرف عن مملكة أوسان أنها مملكة ذات نفوذ عسكري ولم تكن تلجأ للحروب والحلول العسكرية نهائيًا، ولذلك كان القضاء عليها من قبل الملك كرب إيل وتر حاكم سبأ آنذاك سهلًا، وحسب النصوص والنقوش التي وجدت فإنه لم يبقى أثر لأهل أوسان بها، بل هاجر أكثرهم إلى الحبشة، والبعض منهم هاجر إلى عدن لتندثر المملكة بأكملها.
تلك هي القصة التاريخية لمملكتين من أعظم ممالك اليمن، التي تدل النقوش وما وصلت إليه الأبحاث التاريخية عن قدرتهما سواء العسكرية أو التجارية، للتأكيد على العراقة والأصالة والتاريخ الذي يسري في عروق اليمن، والتي لازال لديها الكثير من التاريخ لتقصه علينا.