اليمن قديمأ

ممالك اليمن بالترتيب

ممالك اليمن

 سننافش في هذا الموضوع ممالك اليمن بالترتيب . تعتبر اليمن أحد أقدم الدول العربية ومن أوائل الدول التي عرفت الحضارات، وقد ثبت ذلك من خلال الأثار التي وجدت داخل الكهوف اليمنية والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري، إضافة إلى أن بعثات التنقيب عن الأثار سواء السوفيتية أو الفرنسية أو حتى الإيطالية، التي عثرت على العديد من الأدوات الفخارية والحجرية التي استخدمها الإنسان اليمني القديم.

 كما وجدت بعثة التنقيب عن الأثار الأمريكية مدينة كاملة، بمعابدها وأدواتها التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وعليه فإن اليمن في القدم كانت مركزًا حضاريًا للزراعة والصناعة والتجارة وكذلك الفنون المعمارية، ويعد سد مأرب أحد الشواهد المعمارية السابقة لعصرها، وقد وقعت الأراضي اليمنية تحت حكم العديد من الممالك التي سبقت ميلاد السيد المسيح والتي سنتعرف عليها في السطور القادمة بالترتيب.

مملكة سبأ

تأسست مملكة سبأ في العام 650 ق.م. ونشأت في الجنوب الغربي لشبه الجزيرة العربية، بدولة اليمن حاليًا واتخذت من مدينة مأرب عاصمة لها. ساعد مملكة سبأ موقعها الجغرافي على استقرار قاطنيها، حيث تمكنوا من الحصول على الماء العذب والذي بدوره ساعد في خصوبة تربة أراضيها، كما تميزت بموقعها ذات الأهمية تجارية، حيث كانت تعبر منه القوافل التجارية المتجهة إلى مدينة حضرموت شرقًا، أو إلى البحر المتوسط، وامتدت تجارة مملكة سبأ حتى وصلت إلى الهند وإفريقيا.

ويعتبر الملك كرب آل وتر هو أول ملوك سبأ، واعتمد اقتصاد المملكة على زراعة المحاصيل المختلفة مثل الخضروات والفاكهة وكذلك الحبوب، أما عن الديانة فكان شعب مملكة سبأ شعبًا وثنيًا اتجه إلى عبادة الأصنام، والجدير بالذكر أن القرآن الكريم قد ذكر المملكة وملكتهم الملكة بلقيس والحدائق الغناء التي كانت تتمتع بها المملكة.

مملكة معين

نشأت مملكة معين عام 500 ق.م. واستمر حكمها للأراضي اليمنية 50 عامًا، واتخذت من مدينة قرناو عاصمة لها، بينما تمت إدارة المملكة من حضرموت، واعتمد أهلها على التجارة نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز وتلاقي القوافل التجارية المارة في الجزيرة العربية اليها، واشتهر عنهم تجارتهم في البخور والتوابل واللبان. وصلت تجارة معين حتى مصر ودول البحر المتوسط.

اشتهر المعينيون بتخليد تاريخهم بالنقوش، وتعد مدينة براقش أشهر مدن المملكة، ومع اصطدامها مع مملكة سبأ بسبب النزاعات على حق الانتفاع من التجارة كان ذلك سببًا في نهايتها.

مملكة حمير

نشأت المملكة ما بين العامين 115 ق.م و525 بعد الميلاد، ولم يحدد المؤرخون عن الفترة الزمنية المحدد لنشأة مملكة حمير، واتخذت المملكة من مدينة ظفار عاصمة لها، واتجه أهلها إلى عبادة الأصنام ومن أبرز الاله التي عبدوها في تلك الفترة الآلهة عشتار أو آشتار.

اعتمد اقتصاد مملكة حمير على التجارة في البر والبحر بسبب موقعها المتميز الذي وفر لها استقبال العديد من القوافل التجارية مما أدى لانتعاش أسواقها، إضافة إلى إرسال منتجاتها إلى خارج حدود الجزيرة العربية.

 والجدير بالذكر أن مع أوائل القرن الرابع الميلادي بدأ أهل مملكة حمير الدخول في الديانة المسيحية أو النصرانية، وحدث هذا الموقف من الشعب كرد فعل على حرق ملك حمير ذو نواس لنصارى نجران في الأخاديد. وانتهت مملكة حمير بعدما تم مهاجمتهم من قبل الحبشة، وأيضًا كان هذا الهجوم العسكري رد فعل على حرق نصارى نجران، وتولى الأحباش حكم الأراضي الحميرية.

مملكة حضرموت

نشأت مملكة حضرموت في القرن السابع قبل الميلاد، وتوسعت لتضم إلى أراضيها المهرة وإقليم ظفار شرقًا ووادي المعسال ومدينة رداع، ووفر لها موقعها الحصول على ساحل ممتد يطل على بحر العرب والمحيط الهندي ومنه قام ملوك المملكة بإنشاء ميناءًا لنقل البضائع وسفر التجار من خلاله، واعتمد اقتصاد المملكة على صناعة البخور والعطور واللبان والتجارة فيه.

أتخذ أهالي حضرموت الزراعة طريقة لاكتفائهم ذاتيًا وأيضًا لتصدير الفائض، فكانوا يزرعون الفواكه والخضروات وكذلك الحبوب، كما اشتهرت مملكة حضرموت بالثروة الحيوانية الوفيرة، ونظرًا للصراع الدائم بين المملكة والريدانيين أقاموا معاهدة وتحالف عسكري مع كل من مملكة سبأ والحبشة، ورغم ذلك انتهى حكم مملكة حضرموت عام 293م على يد الريدانيين.

الفرس واليمن

 كما ذكرنا في السطور السابقة أن الأحباش كان لهم دور في القضاء على مملكة حمير، ولكن بعد سيطرتهم على الأراضي اليمنية والاقتصاد فيها، قاموا باضطهاد الشعب، مما جعلهم يستنجدوا بالمملكة الفارسية، والتي بدورها أرسلت على الفور جيشًا لنصرتهم، استطاع سحق جيوش الأحباش والاستيلاء على السلطة في الأراضي اليمنية عام 575م، وانضمت اليمن للدولة الإسلامية عام 628 م وفي القرن الأول الإسلامي دخل حاكم الفرس إلى الديانة الإسلامية.

المصدر
جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلامحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب المغازي ص 664 حاشية رقم واحدسيرة بن هشام ص 591المصنف ابن أبي شيبة الكوفي ج 8 اهل اليمن في صدر الإسلام الحديثي، عبد اللطيف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي