اليمن قديمأمناطق اثرية

معبد الشمس مارب

 معبد بران او معبد الشمس هو معبد سبأ بالقرب من مأرب، اليمن. يُعرف أيضًا باسم “عرش بلقيس” . يعود تاريخ عرش بلقيس إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وهو يحمل أدلة على أن الملكة بلقيس عاشت بالفعل. على الرغم من كونه عمره آلاف السنين، إلا أن الجزء الرئيسي من المبنى لا يزال قائماً ولا يزال يلقي الضوء على التاريخ العميق لليمن.

معبد الشمس مارب

نظرة عامة على معبد الشمس:

ما يُعرف اليوم باسم عرش بلقيس، ورد ذكره في النقوش السبئية القديمة في معبد بران منزل الإله إيل مقه (القمر)، كما تذكر النقوش أيضًا ذات حميم (الشمس) و عَثْتَر (الزهرة). يقع على بعد حوالي 600 متر غرب معبد أوام، وهو مرتبط بالملكة بلقيس، ملكة سبأ، المذكورة في الكتاب المقدس والقرآن. على الرغم من اختلاف الباحثين حول موطن ملكة بلقيس، بينما يزعمون أنها مصرية أو إثيوبية أو حتى سورية، فإن هناك أدلة قوية تشير إلى وجودها في اليمن حيث عثر علماء الآثار على تماثيل لنساء في معبد بران.

تم ذكر مأرب في الكتب المقدسة كعاصمة لمملكة سبأ، مسقط رأس حضارة عمرها 3000 عام تركت وراءها آثارًا قديمة مهمة. وأشهر هؤلاء هو عرش الملكة بلقيس.

المعبد يقع في مدينة مأرب، على بعد 170 كيلومترًا شرق صنعاء، وقد تم حفره جزئيًا بواسطة بعثة وينديل فيليبس الاستكشافية في 1951-1952 م.

معبد الشمس مارب

الهندسة المعمارية:

ينقسم المعبد إلى عدة وحدات معمارية، منها “الفناء” وملحقاته، والسور المبني من الطوب الكبير وملحقاته.

يوجد خلف الأعمدة الستة منصة عريضة يعتقد المؤرخون أنها كانت الموقع الرئيسي لعرش الملكة بلقيس. يتمتع المعبد بتناغم فريد حيث يتحد في المدخل الرئيسي المهيب والفناء معًا لمواجهة سلم شديد الانحدار مع عرض رائع للبراعة المعمارية التي تشير إلى عظمة بنائه.

تم تسجيل أرشيف شامل للأحداث التي مرت بها الدولة السبئية منذ الألفية الأولى قبل الميلاد على الجدران، مما جعل الباحثين يدركون أن المعبد كان أيضًا مركزًا للتوثيق لمملكة سبأ. وبحسب بعض الباحثين، كانت جدران المعبد مغطاة بصفائح برونزية تحتوي على كتابات وزخارف متنوعة. ومع ذلك، أزيلت هذه الكتابات وبقيت فقط المسامير البرونزية على الجدران. داخل المعبد، يمكن للمرء أن يجد هدايا الزوار التي تم تقديمها للإلاه مثل التماثيل والمبخرة.

الحفريات والتجديدات:

يقع معبد بران على الجانب الغربي من طريق صافر – مأرب، وقد اشتهر بأعمدته الخمسة الرائعة التي يزيد ارتفاعها عن اثني عشر متراً. في عام 1988، كشفت الحفريات الأثرية الجديدة عن بقايا عمود سادس مثير للإعجاب بنفس القدر مخبأ تحت الرمال. الملامح الرئيسية للهيكل هي الأعمدة الستة والبئر المقدس في منتصف الفناء.

في عام 2000 بدأ المعهد الألماني للآثار مشروع ترميم ضخم للمعبد اكتمل في عام 2007. وقال أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة صنعاء، عبد الله أبو الغيث، إن المعبد يعتبر أكبر معبد في اليمن قبل الإسلام، وكان معبدًا لعبادة القمر، الإله الرئيسي للسبين. وقال “على الرغم من تعرض المعبد للنهب مرات عديدة منذ القرن الرابع الميلادي بعد أن اعتنق اليمنيون الديانة التوحيدية، إلا أن اكتشافاته تؤكد الحجم الهائل للمعبد، وينبغي أن يحتل المرتبة الثامنة بين عجائب الدنيا السبع”.

تظهر نتائج الحملة الألمانية أن المعبد مر بمرحلتين تاريخيتين، المرحلة الأولى تمتد من الألفية الثانية قبل الميلاد إلى بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، والمرحلة الثانية تبدأ من 850 قبل الميلاد حتى نهاية سلالة السبئيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي