
محتويات
تعتبر محافظة ذمار من أقدم البقاع على وجه الأرض التي شهدت تواجدًا للإنسان، وذلك ما أثبتته الأبحاث وعمليات التنقيب عن الأثار، فتمتلك المحافظة العديد من الخيرات والثروات، إضافة إلى امتلاكها عراقة وأصالة وسنتحدث بشكل مفصل في هذا المقال عن المحافظة، وسنحاول رسم صورة بالكلمات في محاولة لتعريفك بشكل أفضل عن محافظة ذمار اليمنية.
موقع ذمار
تقع المحافظة على بعد 130 كم من جنوب مطار العاصمة اليمنية صنعاء، وترتفع في المناطق المنخفضة عن سطح البحر بمسافة 500م تقريبًا، بينما تصل إلى 2400م في منطقة الهضبة الوسطى، والتي تمتد من سماره حتى نقيل يسلح، وما يميز حقيقًة المحافظة هو تنوع واختلاف تضاريسها، مابين سلاسل جبلية وسهول تمتد لتشمل كافة مديرياتها.
ويحد ذمار من الشمال العاصمة صنعاء، ومن الشرق محافظة البيضاء، ومن الغرب كل من محافظة ريمة والحديدة، ومن الجنوب محافظة إب، وتبلغ مساحتها 7935 كم، وتنقسم إلى 12 مديرية لتكون أكبرهم هي مديرية جبل الشرق، وأقلهم مساحة هي مديرية وصاب العالي.
السكان والمناخ
يقترب تعداد سكان محافظة ذمار من الـ2 مليون نسمة، وذلك حسبما جاء في التعداد الإحصائي الذي تم عام 2004م وتم مراجعته وتصديقه عام 2009م، أما بالنسبة للمناخ فيتميز بالاعتداء على جميع أنحاء المحافظة في أغلب أوقات السنة، ومائل للبرودة شتاءًا، بينما يسود المناخ الدافئ والمعتدل الوديان والمنحدرات الموجودة في المحافظة.
فتتراوح درجات الحرارة ما بين 24 كبرى و 1 صغرى، من يناير وحتى يوليو، ليبدأ فصل الصيف والذي يتميز بدرجات حرارة 29 كبرى و12 صغرى، في حين نجده يرتفع في شهر نوفمبر ليكون ما بين الـ39 حتى 40 درجة مئوية كبرى و2 صغرى، مع ارتفاع طبقات كثيفة من الضباب على بعض المنحدرات.
تاريخ ذمار
تعد ذمار من أولى المحافظات التي أثبتت عمليات التنقيب عن وجود حياة للإنسان القديم على أراضيها والتي تعود للقرن الألف السادس ق.م، حتى أنه كان قد تم العثور على رسومات داخل الكهوف تعود للعصر الحجري، إضافة لاستكشافات نتج عنها معرفة استمرار الحياة فيها حتى العصر البرونزي.
وكشف الخبراء والمستكشفين أن العصر الكتابي في اليمن عامة، وفي ذمار خاصة كان قد بدأ منذ القرن الثاني عشر وحتى العاشر قبل الميلاد، وأن المحافظة كان لها دور أساسي وفعال في المسيرة الحضارية ومواكبة العصور مع جيرانها، ويتجلى ذلك في اكتشافات مثل موقع الشعب الأسود.
وفيما بعد كان للمحافظة دور فعال في مقاومة الاحتلال العثماني في القرن الـ16 ميلاديًا، وكان لجهود أهل ذمار الفضل في طرد الاحتلال، وذلك كان في عهد الأسرة القاسمية، حتى أن الأخيرة اتخذت من مدينة ضوران شمال محافظة ذمار عاصمًة لها.
اقتصاد ذمار
منذ القدم واعتمد أهل المحافظة على العديد من الثروات الموجودة بأراضيها، وذلك لتنمية اقتصاد اليمن فعمل أهلها بالزراعة، فنجد أنها كانت من أولى الأراضي التي اشتغل أهلها بزراعة محاصيل القمح والذرة إلى جانب المحاصيل البستانية، وزراعة الخضروات والعديد من الفواكه المختلفة نظرًا لتمتع أراضيها بخصوبة عالية، وعملوا على تنمية وزيادة محاصيلهم من خلال بناء السدود، وذلك لم يتم في الفترة الأخيرة فحسب بل كان موجودًا عما يزيد عن 7000 عام.
كما امتهن أهل المحافظة الحرف والصناعات اليدوية، مثل حياكة المنسوجات، وصناعة الأواني النحاس وتليين وتطويع الفضة لعمل الإكسسوارات المختلفة، إلى جانب صناعة الخناجر اليمنية الشهيرة وعمل الحلي والمجوهرات.
السياحة في ذمار
تحتوي ذمار على العديد من المواقع الأثرية، والأسواق التي يعود تاريخها إلى عشرات بل مئات السنوات حيث أن المحافظة تحتوي على ما يزيد عن 500 موقع أثري، ولعل أبرز تلك الأماكن السياحية هو متحف ذمار الإقليمي والذي يعود إنشاؤه إلى عام 2002م.
متحف بينون والذي شيد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، والذي يحتوي على عدد ضخم من التحف والأثار والمجوهرات والصناعات اليدوية، والتي تعود إلى عصور قديمة للغاية، إضافة لاحتواء المحافظة على العديد من حمامات المياه المعدنية الطبيعية في اليمن، والتي يتم استغلالها كسياحة علاجية.
في الختام لا يمكنا سوى أن نقول ونشهد بأن محافظة ذمار كانت سببًا رئيسيًا في أن يكون لليمن نهضة علمية، ثقافية، وعمرانية كبيرة، وأن هذه النهضة عززتها الوحدة الوطنية التي شهدتها الدولة بين كل من اليمن الشمالي والجنوبي، وأنها إحدى البقاع التي أثبت من خلالها على عظمة وعراقة اليمن.