
محتويات
تعد محافظة إب التي ستكون محل حديثنا اليوم، هي مركز السياحة اليمنية التي يأتيها الناس من كل مكان في اليمن، والتي تقع على ارتفاع 2050م فوق سطح البحر، إضافة إلى خصوبة أرضها رغم كونها تعد منطقة جبلية، ولكن ذلك لم يمنعها من ان تتمتع بجو هادئ ونظيف، وتقع جنوب العاصمة اليمنية صنعاء بمسافة 198 كم.
وأطلق عليها المؤرخون وساكني المحافظة لقب “اللواء الأخضر”، نظرًا لما تتمتع به من مناظر طبيعية خضراء خلابة، وتعد إب ثالث أكبر المحافظات من حيث التعداد السكاني، وأحد أبرز محافظات اليمن ذات التاريخ العريق، كما سنتعرف عليها في السطور القادمة.
تسمية المحافظة
لم يتوقف المستشرقون، والمؤرخون عن السبب وراء تسمية المحافظة باسمها المتعارف عليه حاليًا على الرغم أنهم يرجحوا أن هذه التسمية تسمية حميرية، حيث تعني باللغة الحميرية “الكبير”، أو “الباب الكبير، وكذلك تعني “البوابة الكبيرة”.
رغم أننا نجد الأب لويس اليسوعي يقول في كتاب المنجد أن اسم المحافظة جاء من قبل اليونانيين، تيمنًا بشهر آب وهو شهر الربيع، نظرًا للخصوبة التي تتمتع بها أراضي المحافظة، رغم أن صحة هذه القصة من عدمها ضعيفة جدًا.
تاريخ إب
تعد محافظة إب من أكثر المحافظات اليمنية حظًا، من حيث الممالك والدويلات التي تعاقبت عليها على مر السنين، فقد مرت على المحافظة حضارة حمير التي يعود تاريخها إلى 115 ق.م.، ومن قبلهم رعين وهي الدولة التي سبقت الحضارة الحميرية.
ولكن يعتبر الذكر التاريخي الأول لمحافظة إب يعود إلى الدولة الصليحية، وهي الدولة التي اتخذت من صنعاء عاصمة لها، أقيمت الدولة على يد الملك علي بن محمد الصليحي، وخلفه في السلطة نجله المكرم بن علي بن محمد الصليحي، ولكن المختلف أن زوجته السيدة أروى بنت أحمد الصليحي شاركته الحكم وهنا نجد أن اليمن كانت من الدول السباقة في احترام وتقدير المرأة، ومن ثم السماح لها بالمشاركة في العمل السياسي.

ولم يتوقف دور السيدة أروى عند هذا الحد فقط، بل نجد أنه يمتد حتى بعد وفاة زوجها، نجدها قد انفردت بالسلطة وحدها، وأنها قررت أن تتخذ من مدينة جبلة في محافظة إب عاصمة لدولتها، واستمر حكمها لمدة 50 عامًا شهدت فيهم اليمن تقدم على كافة المستويات، واتسم عهدها بالعدل .
ومرة آخرى نجد التاريخ الحديث يمر على المحافظة، من خلال الدولة الإسماعيلية، والتي جاءت في نهاية القرن الثالث الهجري، واستمر حكمها حتى القرن الخامس الهجري، وكان اتجاه الدولة حينذاك هو اتجاهًا شيعيًا، واتخذت الدولة الإسماعيلية اسمها نسبًة إلى الإمام محمد بن إسماعيل، وبدأت دعوتهم في العراق حتى رأوا أن اليمن ستكون مكان مناسبًا أكثر لانتشار دعوتهم، وعليه بدأ كل من علي بن الفضل و أبن حوشب بنشر الدعوة الشيعية في اليمن، واتخذوا من محافظة إب عاصمة لهم وبدأوا الانتشار حتى ضموا لدولتهم كل المناطق الواقعة من عدن، وحتى صنعاء ومازال هناك الكثير من الأثار التي نتجت عن الدولة الإسماعيلية.
السكان في محافظة إب
حسب الإحصائية الأخيرة التي تمت على التعداد السكاني في اليمن، عام 2004م نجد أن العدد السكاني بمحافظة إب يبلغ 2 مليون 131 ألف 861 شخص، بمعدل نمو سكاني يصل حتى 2.47% متفرقين على مديريات المحافظة الـ20.
المعالم السياحية في محافظة إب
تعتبر المحافظة منبعًا لمختلف أنواع السياحة، سواءًا كانت سياحة ترفيهية، علاجية، وتعد السياحة مصدرًا هامًا بل وأساسيًا في إقتصاد ليس فقط المحافظة بل في الاقتصاد اليمني، وتتمتع المحافظة بالكثير من القمم الجبلية التي تسحر الأعين من جمال الطبيعة.

كما تحتوي المحافظة على الكثير من الأماكن التاريخية، ومن ضمنهم على سبيل المثال مدينة جبلة عاصمة الدولة الصليحية في المدينة، التي اتخذتها السيدة أروى مركزًا لدولتها، إضافة للشواهد التاريخية على التاريخ الإسلامي بالمحافظة، وكذلك مدينة ظفار الملك والتي تم اتخاذها عاصمة للدولة الحميرية.
إضافة للعديد من ينابيع المياه المعدنية، والتي تعطي للمحافظة ميزة السياحة العلاجية والتي تكون متوفرة طوال العام، حيث تحتوي إب على 12 حمام علاجي، مما يجعل زائرين المدينة من مختلف أنحاء العالم يكون عددهم بالآلاف كل عام.

في النهاية لا يسعنا القول سوى أن محافظة إب تعد على المستوى التاريخي، والحضاري أحد أهم محافظات اليمن، والتي كان لها دورًا سياسيًا في الكثير من الدول التي تعاقبت على الأراضي اليمنية طوال تاريخها، إضافة بالتأكيد إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تحتوي عليها، وفي حال كنت تبحث عن مكان تحصل فيه على قسط من الراحة والهدوء نرشحلك وبقوة محافظة إب.