
تعتبر دولة اليمن إحدى الدول العربية ذات التاريخ العريق، والحضارة الأصيلة، وسيكون حديثنا اليوم في هذا المقال عن الأسباب وراء تسمية هذه الأرض الطاهرة بهذا الأسم، كما سنتحدث بشكل مفصل عن اليمن وما تملكه من تاريخ طويل، وعن موقعها الجغرافي الذي يميزها عن جميع جيرانها.
موقع اليمن
تقع اليمن جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، و تبلغ مساحتها 555,000 كم تقريبًا، وبالنظر إلى نقوش حضارة ما بين النهرين، يتبين لنا أن حضارتها قد بدأت منذ حوالي 2500 سنة ق.م، وتحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، بينما تحدها من الشرق سلطنة عمان، وتطل اليمن علي مضيق باب المندب، والذي بدوره يربط بين البحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر إضافة إلى تداخله مع المحيط الهندي.
لغة أهل اليمن
يتحدث أهل اليمن 4 لغات، و300 لهجة مختلفة، وذلك يأتي أولًا من تعاقب الممالك عليها، ثانيًا تنوع اللهجات بتنوع القبائل، فنجد أن أهل اليمن يتحدثوا اللغة العربية كلغة رسمية، ولكن بثلاثة لهجات مختلفة، الأولى هي اللهجة الحضرمية، اللهجة العدنية، و اللهجة الصنعانية، إضافة إلى معرفتهم ببعض من اللغات المندثرة، والتي اقتربت على الانقراض، رغم أن هناك من يدرسونها داخل الدولة، مثل اللغة المهرية، و اللغة السقطرية.
وبوجه عام نظرًا لتوافد العديد من الجنسيات على الأراضي اليمنية، فستجد اللغة العربية بمختلف لهجاتها مثل اللهجة المصرية، الكويتية، السعودية، وغيرها من اللهجات، إضافة إلى معرفة بعض من أهل البلد باللغة الصومالية واللغة الهندية ويأتي ذلك من القدم، منذ أن فتحت اليمن أبوابها للتجارة مع الدول الإفريقية ودول أسيا وعلى رأسهم الهند.
لماذا سميت اليمن بهذا الاسم
اختلفت الآراء حول سبب تسمية اليمن بهذا الأسم، وسنذكر بعضها، حيث أن وردت بهذا الاسم في العديد من كتب الرومان، كما سموها اليمن السعيد أو العربية السعيدة عند الاغريق، كما كان يلقبها الأسكندر الأكبر والرومان من بعده، وكما ذكر البعض انها مشتقه من اليمن والبركة نظرًا لكونها أرض الخير والثمار.
وورد أيضًا نظرًا لأنها تحد جهة اليمين للحجاج القادمين من مكة إلي الشام، كما قيل أن موقعها يقع يمين الكعبة وعليه سميت بهذا الاسم في حين اتجه آخرون أن الاسم جاء نسبة ليمن بن قحطان بن تيمن بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم، وهو زعيم قبيلة بنو قحطان، وفي روايًة آخرى ذكر أنها سميت بهذا الاسم نسبة لاحتوائها على العديد من الأراضي الخضراء المنتجة للثمار والخضروات.
كما أن هذا الاسم كانت قد ذكرت به في الكتابات التي اكتشفت عن الحضارة الحميرية، حيث كان يطقلون عليها اسم يمنت في الخطابات التي عثر عليها وتعود للقرن الثالث الميلادي، كما أن اليهود العرب كانوا يطلقوا عليها اسم تيمن، وقد ذكر هذا الاسم 12 مرة في العهد القديم، وحتي اليوم يعرف اليهود الذين عاشوا في اليمن باسم تيمانيم، نظرًا لكونهم كانوا يعيشوا في الجهة الجنوبية للبلاد.
و كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال، أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبًا وأرق أفئدة، الفقه يمان، والحكمة يمانية، وعن ذلك الحديث نستنتج أن اسم اليمن كان معروف بين العرب في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم.
في الختام لا يهمنا لماذا سميت اليمن بهذا الاسم، فاسم الزهرة لا يزيل عنها رائحتها الجميلة، ولا طاقتها الإيجابية، ولا جمالها، وكذلك اليمن، فالاسم مجرد اسم لدولة من أكبر الدول في الشرق الأوسط، واحدة من أعرق الحضارات التي عرفتها البشرية، وذات تاريخ طويل مازالت أثاره موجودة حتى اليوم.