مناطق اثرية

قلعة القاهرة تعز

قلعة القاهرة تعز

تعتبر قلعة القاهرة قبلة السياحة في تعز ، نظرًا لما تحويه من عراقة وأصالة وتاريخ مازالت ترويه على زوارها حتى يومنا الحالي، حيث يعود تاريخ المدينة وما فيها من كنوز أثرية إلى عصور ما قبل الإسلام، فتمتلك تعز العديد من الأثار والتي تتمثل في القلاع والقصور والحصون والسدود والمقابر، الشاهدة على تاريخ المدينة العريق.

ويعد أبرز الأثار المتواجدة في مدينة تعز، هي قلعة القاهرة التي تميزت بمنظر معماري آثر وخلاب يجعل العديد من زائريها يتعجبوا كم كان الأقدمين على هذه الدرجة من العظمة، وسنتعرف بشكل أكثر تفصيلًا على القلعة وتاريخها من خلال السطور القادمة.

تاريخ قلعة القاهرة في تعز

بنيت القلعة في النصف الأول من القرن السادس الهجري، على يد سلطان الدولة الصليحية عبد الله بن محمد الصليحي، ثم أقام فيها من بعده أخاه علي بن محمد الصليحي، ولم يتغير فيها أي شئ منذ تلك الحقبة حتى يومنا الحالي.

ويعتبر سر جمال القلعة هو موقعها المتميز، حيث تم بنائها على منحدر جبل صبر من الجهة الشمالية لمدينة تعز، والذي يجعلك ترى القلعة من البعيد وأنت في قلب المدينة فهي كاشفة لمحيطها بالكامل بإطلالة طبيعية جذابة.

وحسبما وصل إلينا من المصادر التاريخية أن هناك من الرأي أن محيط القلعة كان هو في الأصل مدينة تعز نفسها، والتي كانت تسمى في السابق بـ”تعز القديمة”، ثم بعد ذلك تم تغييره لتكون القلعة باسم القاهرة كما نعرفها نحن اليوم.

واتخذت القلعة اسم “القاهرة” نظرًا لصعوبة الوصول لها، حيث كانت الحصن الذي يقف أمامه أعتى الجيوش في السابق غير قادرة على اقتحامه، إضافة إلى أن ارتفاعها كان يعطي للجيوش المقيمة بها ميزة أفضل من الصاعد من الأسفل لاقتحامها، ولهذا جاء الاسم وكأن القلعة ذاتها قاهرة للجيوش على مر التاريخ.

وعلى مدار التاريخ أيضًا اختلفت استخدامات القلعة، فنراها في عصر الأئمة الزيديون بأنها كانت تستخدم كسجن للأسرى، بينما نجدها يتغير استخداماتها في عصر الدولة العثمانية بحيث كان يتم استخدامها كمركز عسكري وإداري، حتى تم ترميمها في عصرنا الحديث وتهيئتها لتكون أحد المعالم الأثرية القادرة على جذب السياح.

التكوين المعماري للقلعة

تتكون القلعة من جزئين الأول يسمى أدينا، وهي عبارة عن حدائق معلقة ومدرجة على منحدر الجبلي وبه أيضًا سد للماء، و4 قصور منتشرة في هذا الجزء من القلعة وهو كل من قصر دار الأدب، بيت الشجرة، بيت الإمارة، وبيت العدل، إضافة إلى قصرًا كان يتم لاستقبال ضيوف الملك، كما يحتوي هذا الجزء على العديد من الأبراج والعديد من المتنزهات وأحواض الماء العذب.

رسم لقلعة القاعرة تعز
رسم لقلعة القاعرة تعز

أما الجزء الثاني وقد سمي “منطقة المغرب” ويحتوي كذلك على عدد من القصور، إضافة إلى قصرًا آخر للضيافة، وتلك القصور كانت ولازالت يربطها العديد من الممرات والأنفاق السرية، كما يحتوي هذا الجزء على مخازن الحبوب، وخزانات المياه.

وكلا الجزئين لا ينفصلوا على سور القلعة، والذي يعد تحفة معمارية في حد ذاته، إذ يحيط السور بكامل المدينة القديمة أو كما يمكنك أن تقول القلعة بكامل، إضافة إلى ربطه بسور مدينة تعز ذاتها وتم تشييده في عصر الدولة الصليحية كذلك بارتفاع 120 متر، وسماكة 4 أمتار واحتوى السور على العديد من غرف الحرس ووحدات خدم القصر، وأبراج الحراسة وله 4 أبواب رئيسية تؤدي إلى القلعة، وهم باب الشيخ موسى، باب المدجر، باب النصر، والباب الكبير.

في الأخير تعتبر قلعة القاهرة أحد المزارات السياحية، التي تكون مدرجة على جدول أي سائح يزور اليمن ومدينة تعز، حيث مازال إلى يومنا الحالي العديد من القصص والروايات التاريخية التي تقصها اليمن على العالم شرقًا وغربًا، لتظهر أصالتها وتاريخها الطيب العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي