
اتخذ مؤسسي قصر غمدان من العاصمة اليمنية صنعاء مقرًا لبناءه، ويعد القصر من أقدم القصور الضخمة ذات المساحة الكبيرة على مستوى العالم، ولكن تم تهدمه بالكامل وسنتعرف على ذلك تفصيليًا في السطور القادمة، كما سنتعرف على تاريخه العتيق.
وبحسب المصادر التاريخية والروايات المتناقلة من الشعب اليمني، فإن القصر كان يعد أحد عجائب الدنيا وأحد التحف المعمارية الهندسية، حيث كان يتألف من 20 طابقًا والمسافة بين كل طابق وآخر 10 أذرع وتم بناءه من الجرانيت والمرمر، وكان يتخذه الملك مقرًا له إضافة لكونه مركز السلطة الأساسي.
تاريخ قصر غمدان
تكاثرت الأقاويل حول تاريخ قصر غمدان والوقوف على الوقت الحقيقي الذي تم بناء القصر فيه وحول مؤسسه، وفي هذا الشأن فيمكن تلخيص ما جاء سواء تاريخيًا أو من خلال الأقاويل والمرويات إلى 4 مرويات أو 4 أقاويل.

فالأول يجئ لنا من دائرة المعارف البريطانية التي تحدثت بشكل رسمي عن قصر غمدان، بأنه قد تم العثور على نقوش عثر عليها في العديد من الأحجار المهشمة والمحطمة التي تثبت بأن القصر يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي، دون ذكر مؤسسه أو تحديد تاريخ تأسيسه.
بينما أنه ثبت تاريخيًا أن أقدم ذكر قد تم فيه قصر غمدان كان عام 220 ميلاديًا، عبر النقوش التي عثر عليها والتي تعود إلى عهد ملك سبأ شعر أوتر، وكذلك عثر على نقوش تعود لملك إيلي شرح يحضب والتي تعود إلى القرن الثالث الميلادي.
بينما الفرقة الثالثة تقول أن القصر تم تأسيسه على يد يعرب بن قحطان وأن نجله وائل بن حمير السبئي أكمل بناؤوه، والجدير بالذكر أن تلك الرواية قد تبناها كل من ابن كثير وابن هشام، في حين أن آخرون يذهبوا في السياق التاريخي ذاته ليعيدوا بناء القصر إلى أن البناء قد تم في عهد مملكة سبأ، على يد الملك السبئي إيلي شرح يحضب.
أما عن الفرقة الرابعة فيذهبوا لأبعد من هذا فيقولوا أن القصر كان موجودًا بقدم الإنسان نفسه، فإنه بعد أن تم طوفان نوح مر سام بن نوح على الأراضي اليمنية، وأعجب بها وبطبيعتها الخلابة ومن هنا جائته فكرة بناء قصر غمدان ليكون له مسكن، وعليه استقر سام في الأراضي اليمنية.
لا يمكن معرفة مؤسس قصر غمدان، كما أنه من المستحيل الوقوف على الفترة التي تم بناء القصر فيها نظرًا إلى كونه وكما ذكرنا في السطور السابقة تم تهدمه بالكامل، حتى لم يعد هناك أي اثر له يدل الباحثين في عملية معرفة تاريخه، وسنتعرف على قصة تهدمه في السطور القادمة .
اندثار أقدم قصور العالم
تذكر لنا الدراسات والأبحاث التاريخية اليمنية أن اندثار قصر غمدان قد تم على فترات تاريخية متباعدة وليست على مرة واحدة، حيث أن البداية تعود إلى الحريق الذي شب فيه وقت الغزو الحبشي للأراضي اليمنية خلال القرن السادس ميلاديًا.
بينما تم هدم قسم كبير منه في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومع مرور الوقت سقط تباعًا متهاويًا من أثر تاريخه وعمره الطويل وذلك قد تم في عهد الخليفة عثمان بن عفان، حتى لم يتبقى منه أي أثر.
والجدير بالذكر أن حسبما ذكر المؤرخين المسلمين في تلك الفترة، أن على عكس ما أشيع، ولكن أن قصر غمدان قد تم هدمه بأوامر من الخليفة عثمان بن عفان وليس فقط في فترة حكمه، وأن عملية الهدم لم تبقي على أي أثار للقصر تجعلنا نتعرف على تاريخه بشكل أفضل أو مساحته أو أي معلم من معالمه.
في نهاية مقالنا نود أن نذكر أن عمر قصر همدان رغم عدم وجوده ماديًا، كان أطول من عمر مؤسسيه ومن عمل على هدمه، وأن هذا إن دل فيدل على أن الأراضي اليمنية تذخر بالكثير من التاريخ الذي يدل على عظمتها وعراقتها.