
محتويات
,تأسست المملكة المتوكلية اليمنية في مطلع القرن العشرين، وتحديًدا عام 9191 على يد الامام يحيى بن محمد حميد الدين، وعرفت آنذاك باليمن الشمالي، واتخذ الامام يحيى من تعز عاصمة لمملكته، وسنتعرف على مجريات الاحداث منذ تأسيس المملكة اليمنية الشمالية، حتى سقوطها عام 9191 ،بعد نجاح ثورة سبتمبر 91 وإعلان الجمهورية العربية اليمنية. كانت العملة الرئيسية للدولة المتوكلية هي الريال الشمالي
النشأة والتأسيس للملكة المتوكلية اليمنية :
خرج الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، للبدء في تأسيس مملكته، وتحقيق حلمه في توحيد اليمن والعودة إلى حدود الدولة القاسمية، وبدأ ذلك مع بدء سقوط الدولة العثمانية، بعد الحرب العالمية الأولى، مقدمًا اعتراضًا واضحًا على المعاهدة التي تمت بين العثمانيين والإنجليز، حول ترسيم الحدود والتي تقسم اليمن إلى دولتين الأولى شمالية والتي خرج منها الإمام، والثانية جنوبية.
وحاول الإمام يحيى دخول الجنوب لأكثر من مرة في محاولة للتوسع وفرض نفوذه، ولكن في كل مرة كان يتكبد فيها جيشه خسائر كبيرة، نظرًا لتفوق الطيران الإنجليزي، ولذلك لجأ الإمام إلى الهجوم على قبائل حاشد لتحقيق هذا التوسع، كما هاجم العديد من أضرحة أولياء الله الصالحين الخاصة بالصوفيين، ثم بعد ذلك بدأ في مهاجمة الأدارسة، أولًا لتحقيق هدف التوسع، وثانيًا نظرًا لغضبه مما حدث من معاهدة بين الإنجليز والأدارسة بولاية الأخير على أجزاء من الجنوب، مقابل قتالهم للعثمانيين.
واستمر زحف قوات الإمام يحيى حميد الدين حتى استطاعت محاصرة الإدريسي واقتحام نجران وجيزان عام 1926، مما اضطر الإدريسي إلى عرض إمكانية المعاهدة مع الإمام وإنهاء الصراع الدائر بين القبائل الشمالية والجنوبية، مقابل أن يتم الاعتراف به حاكم على صبيا، ولكن رفض الإمام تلك المعاهدة، وطارد الأدارسة حتى إخراجهم من صبيا.
ولعل أول من ساند وأعترف بالإمام يحيى ملكًا لليمن هي إيطاليا، وهو الأمر الذي سبب انزعاجا شديدًا للإنجليز، نظرًا لما وصفوه بالأزمة الدبلوماسية التي من الممكن أن تتسبب فيها الإمبراطورية الإيطالية، فالاعتراف بالإمام ملكًا على اليمن أولًا سيعطي شرعية لتحقيق مطالبه في الاستيلاء على محمية عدن، ونظرًا أن اليمن جزء لا يتجزأ من شبه الجزيرة العربية فذلك سيعني أنه ملكًا للمنطقة بكاملها وله الأحقية في المطالبة بها.وما توقعه الإنجليز حدث، عندما اصطدم الإمام يحيى حميد الدين مع الملك عبد العزيز آل سعود، والذي ترتب عليه سيطرة القوات السعودية على العديد من المناطق اليمنية، وظل الأمر هكذا حتى تم إتمام معاهدة الطائف عام 1934، والتي عليها تم ترسيم حدود الدولتين، على أن تكون محمية عدن تحت سيطرة الإنجليز لمدة أربعين عامًا قابلة للتمديد، وفي العام ذاته دخلت المملكة المتوكلية اليمنية إلى الجامعة العربية، بعد أن كانت عضوًا في الأمم المتحدة منذ 1930.
مقتل ألامام
مع اقتراب المملكة المتوكلية اليمنية من عام 1948، بدأت تعلو أصوات الثورة على الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، نظرًا لأن سياساته كانت تهدف إلى الاكتفاء الذاتي من الزراعة، وهذا ما أدى لرفعه الضرائب على أصحاب الأراضي التي تنتج محاصيل أكبر وأكثر تنوعًا، توفر لهم دخلًا موسميًا عاليًا، وهو الأمر الذي أثار غضب العديد من المزارعين والسياسيين.
ومن هنا قاد عبد الله الوزير، وبعض من الأعيان وأعضاء الأسرة المالكة بإطلاق شرارة ما سُمًّي بـ” ثورة الدستور”، وتم قتل الإمام يحيى حميد الدين، في خضم أحداثها، ووقع الاختيار على عبد الله الوزير ليكون الإمام الدستوري، ولكن لم تستمر تلك الحركة المعارضة طويلًا، فسريعًا قاد الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ثورة مضادة، وأخمد خلالها الثورة الدستورية، ونجح في إعدام عبد الوزير والعديد من معاونيه.
محاولات للانقلاب
منذ تولى الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين المملكة المتوكلية اليمنية، وشهدت تلك الفترة العديد من المعارضة، والانقلاب عليه من قبل أحمد بن يحيى الثلايا الذي أُعُدم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، حتى تعرض الإمام أحمد بن يحيى إلى محاولة اغتيال على يد ثلاثة من ضباط الجيش، وظل مريضًا حتى توفى متأثرًا بجراحه عام 1962، تزامنًا مع ثورة 26 سبتمبر 1962.
يعد أخر آثمة المملكة المتوكلية اليمنية هو الإمام محمد البدر بن حميد الدين، ولكن تمت الإطاحة به مع الثورة اليمنية، على يد قائد الحرس الملكي آنذاك، عبد الله السلال، وفر هاربًا إلى المملكة العربية السعودية، حاول بعدها استعادة الحكم ولكنه فشل، ليسافر بعدها ويستقر في لندن ويظل هناك حتى وفاته عام 1996، ودُفن حسب وصيته في المدينة المنورة.
عملة المملكة المتوكلية اليمنية:
الريال الشمالي، هكذا كانت تسمى عملة المملكة المتوكلية اليمنية، وبدأ سكها بأوامر من الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، مع بدء نضاله ضد العثمانيين والإنجليز، عام 1913، وكانت عملية سك العملة آنذاك تتم في لبنان، ثم أصبح يتم سكها في صنعاء بعد ذلك، وكان ذهبيًا، وظل استخدامه حتى قيام ثورة سبتمبر 1962، وكان هنالك أيضًا البقشة اليمنية والـ40 بقشة يُكًّونوا 1 ريال من الريال الشمالي.
في الأخير نستطيع أن نرى كم الصعوبات، والصراعات التي خاضها الشعب اليمني، على الجانبين الشمالي والجنوبي، ورغم ذلك كان لهم الريادة في العديد من الصناعات، وقدموا للعالم كيفية بناء الحضارات، فرغم الصراع على الخطوط الجغرافية، ولكن يظل الشمال والجنوب يمثلوا الجمهورية اليمنية، التي نتمنى لها الاستقرار والتقدم والازدهار الدائم، لأنهم آهلا لهذا.
