مناطق اثرية

صهريج حبَّابة في عمران

مدينة حبابه

تعد مدينة حبابة هي إحدى المدن اليمنية في محافظة عمران، والتي تحوي تاريخ لا يمكن تجاهله أو غض البصر عنه، وتمتلك العديد من الإبداعات العمرانية التي مازالت شاهدة على تاريخ عظيم، والتي جعلتها منارة سياحية ونقطة مهمة على أراضي اليمن، وتعتبر حبابة هي إحدى مدن العصور الوسطى التي مازالت موجودها حتى عصرنا الحالي.

تاريخ وموقع حبَّابة

تقع مدينة حبابة على بعد 50 كيلو من العاصمة اليمنية صنعاء، بين بلدتي ثلاء وشبام كوكبان، ويحدها مدينة الطويلة بمحافظة المحويت، وعلى الرغم من أن محافظة عمران حديثة ولم يتم تأسيسها إلى بعد الوحدة اليمنية التي حدثت في التسعينيات، إلى أن حبابة تمتلك تاريخ عريق من قبل الميلاد وحتى فجر الإسلام.

مدينة حبابه
مدينة حبابه

لقبت حبابة بـ” مدينة أطلال حمير”، نسبة إلى مؤسسها حُبابة بن لباخة بن ذي أقيان بن حمير الأصغر وعلى الرغم من ليس معروف التاريخ الفعلي لتأسيسها، إلى أن بنائها يعتمد في غالبيته على الأحجار الكبيرة التي كانت تستخدم في وقت ما قبل الميلاد، حيث عثر على أحجار يعود تاريخها إلى السنة الثانية ق.م..

ويروى أهل حبابة بأن المدينة تتبع لمؤسسها الذي كان أحد أمراء حمير، وأنه كان له ولدان هم كل من شبام و ثلاء وهي أسماء لمدن متقاربة جدا من المدينة ذاتها، وتتميز المدينة ببيوتها المصقولة إضافة إلى جدران المدينة المتمثلة في السور المحيط بها الذي تهدم بعضه بفعل عوامل الزمن، فمع المرور من شوارعها تشعر وكأنك مررت في فجوة زمنية أعادتك إلى العصور الوسطى.

ودعنا لا ننسى بأن المدينة تحتوي على الكثير من المساجد، والتي يعود تاريخ بناء بعضها إلى فترة بداية ظهور الدولة الإسلامية، وذكر الحموي في كتابه معجم البلدان عندما زار المدينة كانت عبارة عن أطلالًا تركها أهلها وانتقلوا إلى ما خارج السور.

ويحتوي سور المدينة على 3 أبواب ضخمة، تحافظ على كيانها وحدودها المعمارية التي مازالت تحويه بين طياتها منذ المملكة الحميرية، ويتواجد الباب الجنوبي وهو “الباب الأعلى”، بينما الباب الشمالي واسمه “الأسفل” ويحاط ببرج حراسة واحد، وباب آخر يتواجد في الجانب الشرقي ويسمى “الباب الشرقي”.

صهريج حبَّابة

وتحتوي المدينة على العديد من الحصون التاريخية مثل حصن “حضور الشيخ”، إضافة إلى احتواء المدينة على صهريج حبابة الشهير وسد مائي، والذي يتم استخدامه للسياحة العلاجية كمشفى من الحمى والرعشة وأمراض الروماتيزم.

صهريج حبابه

كما تمتلك المدينة حصون آخري مثل حصن “بيت عز”، والمأهول في وقتنا الحالي ويزوره السياح من كل مكان في العالم، وحصن “حجر الركاتين”، وحصولها على الماء العذب وكذلك تلك الحصون جعل هذا من المدينة مكانًا يصعب مهاجمته في الماضي.

حبَّابة ما بين الماضي والحاضر

اعتمد أهل حبابة في السابق على الزراعة، نظرًا لوفرة الماء العذب الذي وفر لها استقرارًا زراعيًا وكذلك لخصوبة أراضيها ولهذا استغلوا ذلك في زراعة الحبوب والفواكه والخضروات، وضيق شوارعها وتلاصق بيوتها جعل هذا المدينة مؤهلة لتحتوي العديد من الأسواق.

وتاجر أهلها في الفائض عن حاجتهم من الزراعة، إضافة إلى التجارة في اللبان والبخور وظلت حتى فترة قصيرة مركزًا زراعيًا واقتصاديًا هامًا لليمن، وإضافة لهذا وبعد أن انتقل أهل المدينة خارج الأسوار أصبح يتواجد ما يزيد عن 60 معصرة للزيوت والتي وفرت منتجًا تجاريًا هامًا تعمل اليمن على تصديره حتى فترة قصيرة، واشتهرت المدينة بصناعة زيوت السمسم وزيت الخروع للعناية بالشعر والبشرة، وحتى يومنا الحالي تتواجد تلك المعاصر دون اهتمام بها لدخولها في الاقتصاد اليمني الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي