مناطق اثرية

صنعاء القديمة

صنعاء القديمة

هي أحد أقدم المدن المسورة على مستوى العالم، والتي ستكون محل حديثنا اليوم وهي مدينة صنعاء القديمة، والتي استطاعت ونجحت في الحصول على لقب فينيسيا الصحراء، على غرار مدينة فينيسا التي تغمرها المياه من كل مكان، إلى أن صنعاء القديمة يحدها من كل مكان الشواهد التاريخية الدالة على عظمتها وأثارها التي لا يستطيع أي شخص أن يبعد نظره عن كم روعتها، وسنتعرف عليها تفصيليًا في السطور القادمة.

تاريخ صنعاء القديمة

يعتبر المؤرخون أن النواة الأولى للمدينة، يقع في الحصن التاريخي الموجود فوق سطح جبل نقم من الناحية الشرقية لصنعاء القديمة، والذي عرف باسم “قصر غمدان”، والجدير بالذكر أن المناطق المحيطة بالمدينة قد ذكرت في النقوش التي اكتشفها الباحثون، والتي يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي.

ومع مرور السنوات تطور الشكل المعماري لصنعاء القديمة، واكتمل حول الحصن سور دائري، وكل هذا حدث قبل دخول الإسلام إلى اليمن، ومع دخول الإسلام وتحديدًا سنة 6هـ تم بناء المسجد الكبير بالمدينة وظلت ولفترة طويلة المدينة مكانًا لنشر الدعوة الإسلامية، وأصبحت مركزًا دينيًا وتنويريًا وخاصًة مع مرور وتوافد الصحابة عليها للاطمئنان على عملية نشر الدعوة الإسلامية، في باقي الدول العربية المحيطة.

صنعاء-القديمة
صنعاء-القديمة

وتم تجديد المدينة وسورها الدائري في عهد السلطان طغكتين بن أيوب، وقت الدولة الأيوبية وحكمها للأراضي اليمنية، وأصبحت في عهده صنعاء القديمة مركزًا بيروقراطيًا مهمًا، وتحتوي على العديد من المباني الهامة لشؤون حكمه، كما تم تطوير شوارع المدينة ليكون بجوار المسجد الكبير سوقًا متاح فيه التجارة وحركة البيع والشراء بين سكان المدينة والتجار الوافدين من الدول المحيطة.

وكان للمدينة 7 أبواب لم يبقى منهم إلى بابًا واحدًا وهو باب اليمن، شاهدًا على تاريخ وعراقة هذه المدينة التاريخية القديمة، وأكتشف الباحثون حديثًا أن صنعاء القديمة كانت آهلة بالسكان منذ القرن الخامس قبل الميلاد، ونتج عن المدينة 106 مسجد، و21 حمامًا، و6500 ألف منزل، وفي مايو 2015م تم انضمام صنعاء القديمة إلى المدن التراثية المعرضة للخطر، وخاصًة بعد أن أصابت صواريخ التحالف العربي حي القاسمي في المدينة، خلال الغارات على الحوثيين، مما جعل المنظمة تحاول جاهدة مع من يهمهم الأمر داخل وخارج اليمن في المحافظة عليها نظرًا لأهميتها التاريخية الهامة.

الطراز المعماري بصنعاء القديمة

تتميز صنعاء القديمة بطراز معماري فريد من نوعه، جعلها تبدو كمتحف مفتوح ولهذا أطلق عليها الباحثون والعديد من المستشرقون فينيسيا العرب أو فينيسيا الصحراء، حيث أن تميز طابعها المعماري بالزخارف على الأسوار والأبواب والبيوت التي تم العثور عليها، وبلغ طابع الطراز الحميري على المعمار حتى في شكل وبناء المساجد.

باب اليمن
باب اليمن

ونكتشف أيضًا أن أهل المدينة القدامى، استخدموا في عمليات البناء مواد بنائية مقاومة للتفتت والتجريف وجاء ذلك في خطوة هامة، من أجل أن تقاوم هذه المباني الشاهقة في تلك الفترة والغير متعارف عليها في زمانهم، الأمطار الموسمية إضافة إلى استخدامهم في أسقف المنازل والأسطح مادة القضاض للحفاظ عليها من التحلل، وأضافوا إلى أسطح المنازل المزاريب كي تعمل على تصريف مياه الأمطار.

في الأخير كل هذا يعرفنا كم لهؤلاء من عاشوا في تلك المدينة في الماضي، كانوا سابقين لعصرهم في البناء، وكذلك يجعلنا نعلم كم كانت المدينة مركزًا على مستويين، المستوى التجاري الاقتصادي، من حيث احتوائها على الكثير من الأسواق، وكذلك المستوى الثقافي والديني، واعتبارها مركزًا لنشر الدعوة الإسلامية للأراضي التي لم يكن وصلها الإسلام بعد، ولكل ما سبق يجب أن نناشد ونطالب بقدر الإمكان توفير كافة السبل للمحافظة على المدينة كي تحافظ على طابعها التاريخي والأثري المتميز.

المصدر
سي ان ان، صنعاء القديمة موقع للتراث العالمي تخلده الصور وتهدده الحرب، مؤرشف بتاريخ 12 يونيو 2015صنعاء أسس التصميم المعماري والتخطيط الحضري، منظمة العواصم والمدن الإسلامية، مؤرشف 2005

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي