
تعد شبام هي أحد المدن التاريخية الأثرية، بمحافظة حضرموت اليمنية، وهي أحد أقدم الصور المدنية من حيث التنظيم والبناء، فهي أحد المناطق التي يمكن أن نقول عليها مدينة بالمعنى المتعارف عليه حاليًا، اتباعًا بتخطيط الشوارع تخطيطًا دقيقًا، وتقسيم شوارعها وفق احتياجات سكان المدينة وحسب أماكنهم السكنية.
وتم وضع مدينة شبام في قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر، من قبل منظمة اليونيسكو العالمية عام 2015م، وسر إعجازها واعتبارها كمدينة أثرية، هو سر بناء ناطحات السحاب من قبل سكانها في الماضي، معتمدين ومستخدمين فقط الطين، فهي من أقدم المدن التي تم بناء أبراج ناطحة للسحاب، إضافة لنجاح سكانها السابقين في عمل سور يحيط بالمدينة لمنع الغزاة ولحماية سكانها مما يجعلك تنبهر، وتنظر للشعب اليمني القديم باحترام عن كيفية تقدمهم وأسبقيتهم عن كثير من الدول العربية.
تاريخ شبام
يرجع تاريخ المدينة إلى 600 عام، وتعتبر من أشهر المدن الأثرية في العالم، وأنضمن وعن جدارة إلى قائمة المواقع التراثية من قبل منظمة اليونيسكو عام 2015، وأول نقوش وجدت في مدينة شبام يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي.

ويعود الأسباب لاعتبارها مدينة أثرية إلى النمط المعماري المدهش، حيث تعد من أوائل المدن على مستوى العالم، التي اتخذت بناء الأسوار والأبراج وناطحات السحاب من طين أو الطوب اللبن، إضافة لتخطيط الشوارع كل هذا جعلها سبَّاقة في كونها مدينة بالمعنى المتعارف عليه في وقتنا الحالي.
ويعتقد المؤرخون أن أول من سكن في تلك المدينة ومن أقامها من الأساس، هي القبائل البدوية وبالتحديد مشايخ آل باجرش، آل باعبيد، وآل عقبة، والذين اتخذوا من المباني شاهقة الارتفاع بشكل غير متعارف عليه للمدن في تلك الحقبة، لحماية الأسر، وأيضًا لحماية المدينة في حالة الحصار، من قبل القبائل البدوية الآخرى.
وتعد من عجائبها أنه لم يحاول الأقدمون نهائيًا، بناء مباني بهذا الارتفاع من الطين، نظرًا للخوف من انهيارها، حيث تصل المباني في شبام إلى أن تصل حتى 11 طابق، وكل طابق مكون لغرفة أو غرفتين قابلين للسكن، كما تضم المدينة السور المحاط بها، والأبوابة الكبيرة التي تعد المدخل والمخرج نحو المدينة، إضافة إلى تقسيم شوارعها بحيث أن يكون كل جزء عبارة عن مكان قادر على خدمة أهل المدينة، كما تضم مسجدًا وقلعة.
الموقع الجغرافي للمدينة
تقع شبام في محافظة حضرموت، بالجمهورية اليمنية، ويتميز موقعها لكونها تقع في منتصف وقلب المحافظة، حيث المسافة بينها وبين مدينة سيئون في المحافظة ذاتها، هي تمامًا المسافة بين شبام ومدينة القطن.

بينما المسافة بين شبام والعاصمة اليمنية صنعاء، حوالي 990 كم تقريبًا، وبينها وبين عاصمة محافظة حضرموت، وهي مدينة المكلا 350 كم تقريبًا، وأطلق عليها المؤرخون لقب “منهاتن الصحراء”، نظرًا لمبانيها الشاهقة وناطحات سحابها المصنوعة من الطين، والتي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة، ويبلغ تعداد سكان شبام 16 ألف نسمة حسب الإحصاء الأخير الذي تم عمله عام 2004م.
ما بين المخاوف العالمية واطمئنان اليمن عن مستقبل شبام
وهناك مخاوف عالمية حول مستقبل شبام، وعما إذا استطاعت الصمود ضد عوامل الطقس المختلفة من أمتار، وعواصف، أو عوامل بسبب الأزمات الداخلية ، وذلك ما جعل اليونيسكو يضمها لأكثر الأماكن الأثرية المهددة بالخطر، في حين هناك اطمئنان يمني حول مستقبل شبام.
حيث أن قناعة الشعب اليمني تكمن في أن مستقبل شبام آمن تمامًا، وتنبع هذه القناعة بأن تلك المباني مازالت موجودة بصلابتها منذ مئات السنين، وعليه فإنها ستظل صامدة لقرن آخرى، ولكن مع الاهتمام اللازم، والترميم الدوري لها والمحافظة عليها لتحتفظ بطابعها التراثي الأصيل.