
محتويات
تعد مدينة صعدة هي إحدى أهم المدن اليمنية، وهي عاصمة محافظة صعدة نفسها، واشتهرت المحافظة بازدهار العديد من المجالات فيها، على مختلف الأصعدة العلمية، الدينية، الثقافية، الزراعية، والصناعية والتي يتم استغلالها في تنمية البنية التحتية للمحافظة، ولتحسين حال اليمنيين فيها.
موقع وسكان مدينة صعدة
تبعد مدينة صعدة عن العاصمة اليمنية صنعاء بحوالي 242 كم، وترتفع عن سطح البحر بمسافة 1879 متر، ونظرًا لموقعها المتميز جعلها ذلك مكان مناسب للتجارة سواء في السابق، عندما اشتهر أهل صعدة بتجارة البخور واللبان والعطور، أو في وقتنا الحالي وذلك سيتم التحدث عنه في السطور القادمة بشكل تفصيلي.
يبلغ عدد سكان محافظة صعدة بكاملها 838,000 نسمة، حسب التعداد الإحصائي الذي تم عام 2004م في حين نجد أن تعداد سكان مدينة صعدة وحدها في التعداد الإحصائي نفسه إلى 58,695 نسمة ولكن حتى الآن لم يتم إعادة التعداد الإحصائي للتعرف على الكثافة السكانية في وقتنا الحالي.
تاريخ مدينة صعدة
تأسست مدينة صعدة في أوائل القرن التاسع الميلادي، على يد الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم وتقع المدينة منذ تأسيسها على بعد ثلاثة كم من المدينة القديمة، والتي مازال هناك العديد من أطلال وأثار المدينة القديمة حتى يومنا الحالي.
واحتفظت المدينة على مر العصور بطابعها الإسلامي المعماري، وكذلك اكتسبت صعدة أهميتها التاريخية من وقوعها على طريق حجاج حضرموت، ومنذ تأسيسها عرفت بالثقافة، كما كانت منارة لنشر الدعوة الإسلامية في البلدان العربية والإفريقية، إضافة إلى أنها كانت أرض شاهدة على كثير من الصراعات السياسية في الجمهورية اليمنية، كما كانت مركزًا للدولة الزيدية، وعلى مدار تاريخها استقبلت العديد من الرحالة العرب.
ويشهد التاريخ أن مدينة صعدة منذ تأسيسها وحتى 1962م، نجحت في صد هجمات أعدائها واستطاعت الحفاظ على هويتها رغم الكثير من الصراعات الداخلية والخارجية، وحظيت بذكر لا بأس به في كتب الجغرافيين من حول العالم.
معالم مدينة صعدة
ويعتبر أبرز معالمها السياحية الحصون المنيعة التي يعود تاريخها إلى عهد الوالي العثماني حسن باشا، ويعد حصن القشلة هو أهم حصون صعدة، نظرًا لكونه مازال يحتفظ بكافة معالمه وأثاره حتى يومنا الحالي.
وكذلك هناك الجامع الهادي وهو أحد المساجد المبني على الطراز الإسلامي العتيق، وتحتوي جدرانه على الكثير من زخارف وفن معماري إسلامي أصيل، وكذلك هناك حصن أم ليلى التاريخي الذين التجئوا إليه سكان صعدة هربًا من بطش أبرهة الحبشي خلال مروره بأفياله للوصول إلى الكعبة.
غير العديد من القلاع والحصون التي ترى من خلالها عراقة التاريخ اليمني، وعلى الرغم من أن هناك الكثير منها أصبح عبارة عن أطلال، بفعل العامل الزمني تهدم الكثير من تلك الأثار إلا أن هناك أيضًا قلاع وحصون مازالت تحتفظ بأثارها كاملة.
اقتصاد وسوق صعدة
يعتمد سكان مدينة صعدة في تنمية اقتصادهم على الزراعة، فنظرًا لخصوبة أراضيها ووفرة المياه العذبة بها وفر لهم هذا طريقًا لزراعة الحبوب والخضروات والفواكه، وكذلك ساعد ذلك لحصولهم على ثروة حيوانية من الدواجن والأبقار والجاموس.
كما يعتمد أهل المدينة على الأعمال اليدوية، من خلال تطويع المعادن، واستخراجها من باطن الأرض ويعتبر أبرز تلك المعادن هي النحاس، النيكل، الكوبلت، والجرانيت، كما برعوا في صناعة السيراميك والبلاستيك ومواد الطلاء، مما وفر لهم عائدًا ماديًا واقتصاديًا كبيرًا.

ويتم بيع كافة المنتجات في أسواق صعدة الأسبوعية، فالأول هو السوق القديم الذي يتم إقامته في منتصف المدينة ويقام من السبت وحتى الخميس، ويتم شراء المنتجات المصنعة محليًا في المدينة منه والثاني هو السوق الأسبوعي، والذي يقام في صعدة بيوم الأحد من كل أسبوعي، ويتم من خلاله إقامة معارض الصناعات اليدوية المختلفة مثل صناعات الحلي، وصناعة الفضة المتميزة.
في الأخير تعتبر صعدة أحد أبرز وأهم المدن اليمنية، والتي تحوي أثارًا كثيرة، إضافة لصمودها بشموخ وكبرياء على مر العصور أمام أعدائها وأعداء سكانها، لتروي لنا الآن حكايات واقعية أشبه بأساطير من العصور الغابرة.