
محتويات
يعد وادي دوعن هو أحد أودية محافظة حضرموت في اليمن، ويمثل الجزء الأعلى من المحافظة ويتفرع عنه وادي أيمن ووادي أيسر وكلاهما يحتويا على العديد من القرى، ويعتبر الوادي الأكثر من حيث التعداد السكاني.
أصل دوعن
يعود أصل تسمية وادي دوعن إلى الدولة الحميرية، حيث أن الاسم يأتي من كلمة “دوع” والتي تعني في اللغة الحميرية بمعنى الوادي، ويقال بأن دوعن يعود للمثنى نظرًا لانقسامه إلى واديان الأيمن والأيسر وأن في البداية كان يطلق عليه اسم “دوعان”، أي المثنى لـ دوع.
ويشتهر وادي دوعن بالعسل الأبيض الدوعني، الذي يعتمد أهله تصديره إلى جميع الدول العربية وباقي دول العالم، نظرًا لما يحتويه الوادي على كثير من المناحل، التي يتم إنتاج فيها العسل الدوعني المعروف بفوائده الصحية الكثيرة.
قرى دوعن
يحتوي وادي دوعن على 15 قرية ومنهم قرى لها قصصًا تاريخية تعود إلى الإسلام، ومنهم قرى يعود تاريخها حتى إلى ما قبل الإسلام سواءًا كانت قرى من الجانب الأيمن أو الأيسر من الوادي، وسنتكلم عنهم تفصيليًا في السطور القادمة.

قرية القزة
تعتبر قرية القزة من أقدم القرى التي عرفتها البشرية حول العالم، وكانت تلك القرية من القرى الغير معروفة وخاصًة أن كثافتها السكانية قليلًا وظل الأمر هكذا حتى 1984م، عندما تم الكشف خلال البعثة الأثرية السوفيتية اليمنية للتنقيب على الأثار، عن وجود مغارة بها رسومًا على الجدران وأدوات حجرية وبقايا عظامًا لحيوانات ضخمة تعود إلى العصر الحجري، مما يعني أن هناك من كان يقطن تلك البقعة من العالم في العصور القديمة والتي كانت دافعًا للبعثة في استمرار التنقيب في تلك القرية.
قرية الخريبة
تعد قريبة الخريبة هي أكبر قرى وادي دوعن، ويقال بأن مر عليها ذات مرة سيدنا الخضر فإذا به يقابل سيدة عجوز في طريقه، فسألها عن أحوالها وعن مكان إقامتها فأجابته بأنها تقطن في خرابة فقال لها بورك لك فيها فهي أرضًا الخير بها، ويقال بأن هذا هو سبب تسمية هذه القرية الخريبة وهو جمع بين كلمتين وهما الخير والخرابة.
وتعت قريبة الخريبة أول القرى التي سارع أهلها للدخول في الإسلام، وتعد القرية هي عاصمة الوادي ومركزه وقاعدته من الناحية اليمنى، وكان يتوافد عليها القوافل التجارية باستمرار ولهذا عرفت بكونها سوقًا مفتوحًا للتجار العرب في ما مضى.
قرية الهجرين
يعود تاريخها إلى ما قبل انتشار الدعوة الإسلامية، وأقيمت القرية على مرتفع صخري كاشفًا لجهتي الوادي اليمنى واليسرى، وأشتهرت القرية بمساجدها فعلى الرغم من ضيق شوارعها وأزقتها نظرًا لتلاصق البيوت فيها بعضها ببعض، إلا أنها تحتوي على عشرة مساجد.
قرية ريبون
تعتبر أقدم قرى وادي دوعن، ومازالت القرية تحتفظ بأطلال بيوت أهلها حتى يومنا الحالي والخرائب التي تعد مكانًا أثريًا لسابق عهدها، تقع أسفل الوادي ويعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد واستمر استيطانها حتى القرون الأولى بعد الميلاد.
وفي الفترة ما بين 1983م حتى 1989م تم التنقيب فيها عن أطلال القرية، من قبل بعثة التنقيب عن الأثار السوفيتية اليمنية، والتي نتج عن اكتشافاتهم أن أهل القرية قد عملوا بالزراعة نظرًا لشبكات الري التي تم الكشف عنها، وأيضًا من أنهم كان لديهم وفرة في الثروة الحيوانية من العظام التي وجدت خلال البعثة، كما تم الكشف عن معبد الآلهة ذات حميم، ومعبد للإله سين.
قرية المشهد
تعد قرية المشهد أحد أصغر قرى الوادي، وهي تقع في الطريق المؤدي له وكانت تستخدم قديمًا كمآوى لقطاع الطرق وسارقي القوافل التجارية المارة من هذا الطريق، ويعد أول قانطي القرية هو الأديب علي بن حسن العطاس، وبها ضريحه الذي يشهد زيارة لمحبيه تحدث بشكل سنوي.
وتتكون القرية من عدد صغير من السكان، حيث لا يزيدون عن 30 فردًا، ومن أبرز معالم القرية الأثرية هي قباب أضرحة العطاس، ويتواجد بها كذلك أيضًا ساقية وخزان للمياه.
ويعد الستة قرى المذكورة في السطور السابقة هم من كان لهم النصيب التاريخي الأكبر، حيث باقي القرى نعم قطن فيها عدد لا بأس به من سكان دوعن، ويتواجدون على جانبي الوادي وهم كل من قرية خديش، لجرات، صيف، قيدون، قرن ماجد، بلاد الماء، بضة، الدوفة، رباط باعشن، وهدون وتعد الأخيرة أبرزهم من حيث مكانتها التاريخية.
حيث أن قرية هدون رغم كونها قرية صغيرة تقع في الجانب الشرقي من الوادي، إلا أن مكانتها التاريخية تكمن في احتوائها على ضريح هادون بن نبي الله هود، ويتم استقبال زائري الضريح سنويًا في الخامس عشر والسادس عشر من شهر شعبان كل عام، وهذا يعني أنه كان أحد قانطي وسكان القرية في حياته وأنها تاريخ القرية يعود إلى حقبته وما قبلها.
في الناهية يعد وادي دوعن أبرز الأماكن الغني بالتراث والتاريخ اليمني، كما يعد دليلًا دامغًا على حضارة اليمن وعراقتها وثرائها بكونها أرض قد خطى على أرضها كل من الأنبياء، والرسل، والصحابة والتابعين وتابعي التابعين لتعتبر أحد أقدم الدول العربية ذات الحضارة التاريخية.