مناطق اثرية

دار الحجر يتحدث عن التاريخ اليمني

دار الحجر صنعاء

دار الحجر يعد من أبرز المعالم السياحية في اليمن، ومن أهم المواقع الأثرية التي تستقبل السياح لتحكي عن عظمة وعراقة التاريخ اليمني عامة، والفن المعماري خاصة، حيث يتمتع بطراز معماري فريد من نوعه، ويمكن اعتباره وانضمامه لعجائب الدنيا، فعندما تنظر إلى هذا البناء تتسائل عن الكيفية التي تم تشييده بها، وذلك سنتعرف عليه وعلى كل ما يخصه في السطور القادمة.

موقع القصر

يقع دار الحجر في الشمال الغربي للعاصمة اليمنية صنعاء، بمنطقة وادي ظهر ويعد من أهم الأماكن التي على زائري المدينة زيارته، للتمتع بمبنى فريد من نوعه، واقفًا في شموخ ليحكي عن العظمة المعمارية التي كان يتمتع بها سكان تلك المنطقة في السابق، ورغم قلة الإمكانيات معماريًا وهندسيًا إلى أنهم استطاعوا تشييد هذا البناء الذي يعود تاريخه إلى العهد السبئي كما يرجح المؤرخون.

تاريخ دار الحجر

على رغم ما تم ذكره في الفقرة السابقة أن القصر كان قد تم تشييده في عهد مملكة سبأ، ولكن هناك مجموعة أخرى من المؤرخين الذين رجحوا أن القصر قد تم تشييده في نهاية القرن الثامن عشر بعد الميلاد، وأنه قد تم بناؤوه بأوامر من الملك المنصور علي بن العباس، ولكن هناك مجموعة أخرى تؤكد أن التصميم المعماري من الصعب أن يكون قد تم في عهد هذا الملك، وأن ما تم كانت عمليات ترميمية على قصر كان موجود بالفعل من عهد مملكة حمير.

وأكدت المجموعة الأخيرة أن هذا القصر كان يسمى في السابق باسم “حصن ذي سيدان”، وكان قد تم بناؤوه سنة 3000 ق.م.، وأن من شيد الحصن كانوا أهل مملكة حمير لحماية من بالداخل من هجمات الأعداء بين الممالك التي شهدتها اليمن في فترة سابقة من تاريخها.

وكان الحصن قد تدمر على الأتراك منذ ما يزيد عن 400 عام، وأنه قد تم إعادة ترميمه مرة أخرى ليعود لصورته الأولى في بدايات القرن العشرين، على يد الإمام يحيى حميد الدين، وقرر أن تكون عمليات الترميم محاولة قدر الإمكان تعيد للقصر شموخه وأصالته.

وكما ترى عزيزي القارئ يمكنك أن ترى أن هناك الكثير من الروايات حول تأسيس، وتشييد قصر دار الحجر ولكن من الممكن دون جهد نستنبط أن القصر كان قد تعرض للهدم أكثر من مرة، ولكن كان يأتي أي من الملوك الذين مروا على اليمن ويأمر بإعادة ترميمه، والسبب في ذلك يعود ببساطة إلى جمال الطراز المعماري الذي تم بناء القصر به.

اسم دار الحجر

يعود تسمية دار الحجر بهذا الاسم إلى الصخرة الجرانيتية العملاقة التي تم بناء القصر عليها، حيث تم وضع الأساس وبناء جدران وأعمدة القصر بالكامل فوق صخرة عملاقة ، وعليه فالناظر من الأسفل يرى منظر خلاب شاهدًا على عظمة المعمار اليمني القديم، ويتسائل دون إجابة عن المبدع الذي جائته الفكرة وعن البارع الذي شارك في تشييد هذا البناء الذي مازال موجودًا حتى يومنا الحالي.

الطراز المعماري لدار الحجر

يتكون القصر من سبعة أدوار، تتناسق في تصميمها مع الصخرة التي اتخذها المصممين والمؤسسين لهذا الحصن أساس للبناء، وفي مدخل القصر تجد شجرة طالوقة بجوار الأشجار والنباتات الصخرية، ويقدر المؤرخون أن عمر الشجرة يزيد عن 700 عام، ومن هذا المدخل يدخل الزائرين على ممر واسع مرصوف بأحجار ضخمة تفصل الاستراحة عن مدخل القصر.

وتتدرج أدوار القصر السبعة مع تدرج الصخرة الجرانيتية التي تم البناء فوقها، ويطل من الجهة الشمالية على حوض مائي تم تشييده من حجر الحبش الأسود.

في الختام لا يهمنا من مؤسس هذه التحفة المعمارية، على الرغم من أنه سؤال يظل يتردد كثيرًا في أذهان كل من زار أو حتى شاهد صورًا لدار الحجر، ولكن ما يهمنا أن نلفت الأنظار إلى نقطة في بحر الأثار اليمنية التي مازال الباحثين والمنقبين عن الأثار يؤكدوا أن ما تم الكشف عنه حتى الأن قليل جدًا مما تخفيه باطن الأرض، ويظل هذا الحصن أحد أهم المعالم الأثرية في الأراضي اليمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي