مناطق اثرية

جسر شهارة في محافظة عمران

حسر شهارة محافظة عمران

إذا شاهدت المسلسل التركي المشهور: “قيامة ارطغرل” سوف تكون قد شاهدت بالفعل المدخل إلى قلعة الصهاينة وعرفت صورته، وهو عبارة عن جسر صحيح؟، إذا تصورته صورة واضحة في دماغك، فسوف تفهمني إذا تحدثت لك عن جسر شَهَارة في محافظة عمران باليمن، ولكن قبل أن أحدثك عن جسر شهارة عمران، دعنا نتعرف على مدينة شهارة وصفتها، ثم نحدثك عن شهارة ؛ عن تاريخه ووصفه، وعن مكانه، وآمل أن تستفيد معنا.

مديرية شَهَارَةُ:


تعتبر شَهَارة من الحصون العظيمة والقديمة باليمن، وتقع شمال غرب اليمن في محافظة عمران؛ وشهارة منطقة جميلة المناظر، ذات طبيعة خلابة ومتميزة بالخضرة التي تكسو جبالها الشاهقة، ومرتفعاتها التي من بلغ قمتها تجمع عينه مناظرَ ساحرةٍ أينما ولى وجهه، وشهارة تقع في جبال الأهنوم في قمة الجبل الأوسط، وقد قيل إن أسعد الكامل هو أول من اتخذ شهارة معقلا، وشهارة بقيت على مر التاريخ اليمني حصنا عظيما منيعا.

وتمتاز مدينة شهارة إلى الآن بطريقة تقليدية في بناء بيوتها، وتطغى عليها البداوة، وهي من المناطق التي يُزرع فيها البن اليمني، والحقيقة أن هناك منطقتين يطلق عليهما اسم شهارة، وهما؛ شَهَارة الفَيْش، وشَهَارة الأَمِير؛ ولنفهم الحديث عن جسر شهارة لابد من الحديث عنهما.

شهارة الفيش:

يطلق هذا الاسم على واحد من الجبال العظيمة والشاهقة التي توجد في مدينة شهارة – عمران، وقيل إنها سميت نسبة إلى قبيلة فيشان، التي ظهرت قبل الميلاد في الألف عام الثاني، كما أن فيشان كان لها دور بارز في تكوين وظهور مملكة سبأ، وشهارة الفيش قلعة في شرق شهارة الأمير.

شهارة الأمير:


سميت بهذا الاسم نسبة إلى الأمير ذي الشرفين محمد بن جعفر بن القاسم بن علي العياني، وقد توفي سنة 478 هـ، كما تسمى أيضا شهارة الرأس، وهي جبل كبير من جبال الأهنوم، والمقابل لجبل الفيش.

جسر شهارة:

بعد أن عرفنا مدينة شهارة وعرفنا أن هناك جبلان مشهوران من جبال الأهنوم، وهما جبلان متقابلان، دعنا الآن نتساءل، كيف ينتقل الناس بين هذين الجبلين؟ وهل هناك طريق مختصرة؟ فنجيب بنعم، يربط بينهما جسر مشهور بجسر شهارة، لنعود للسؤال مرة أخرى؛ ما صفة هذا الجسر؟ وما طوله، وما تاريخه؟ لا تقلق سنتعرف على هذا كله من خلال ما يلي:

ما هو جسر شَهَارَة:

تُعرف مدينة شهارة بجسرها المعلق ، والذي يرجع تاريخ بنائه إلى أكثر من 100 عام، ويربط بين جبلين شاهقين أشرنا إليهما أعلاه، لتَسهُل عملية نقل البضائع، وعملية التنقل، ويقضي على العزلة بين سكان شهارة، وتصميم هذا الجسر وطريقة بنائه دالة على قوة وقدرة الإنسان اليمني على قهر الطبيعة، كما يعتبر جسر شهارة معلمة تاريخية إلى جانب كونه قبلة السياح، إذ يستقطب العديد من السياح سنويا.

جسر شهارة في محافظة عمران

لقد احتاج سكان شهارة إلى وسيلة لنقل البضائع بين شهارة الفيش وشهارة الأمير، فابتكروا عدة طرق تقليدية، ولكنها كانت تتميز بصعوبتها، ومن بينها ألة يتم من خلالها الربط بين الجبلين بحبل وعلى هذا الحبل يربطون برميلا صغيرا بحيث يضعون فيه البضائع، فيتدحرج بطريقة سريعة إلى أن يصل إلى الضفة الأخرى، ولا يصل إلى أقصى الضفة الأخرى حتى يتدحرج راجعا، ولكن قبل أن يعود في الحبل يمسكه رجال، و يفرغونه من البضاعة ثم يطلقونه ليعود، ولِيُمْلَأَ بالبضائع مرة أخرى، فكانت هذه طريقة صعبة.
ولكن جسر شهارة كان خيارا رائعا في المساهمة في التنقل ونقل البضائع بين منطقتي شهارة الفيش وشهارة الأمير، ويعتبر جسر شهارة من المعالم التاريخية والأثرية النادرة؛ بحيث تم بناؤه بطريقة تقليدية، وباليد البشرية بعيدا عن أي ألة، وقد تم بناؤه باستخدام حجر وطين وخشب الجبل نفسه.

فكان جسر شهارة هندسة يمنية قُحَّة، فقد بنته الأيادي اليمنية دون تدخل أجنبي، ورغم قدم الجسر إلا أن جماليته منقطعة النظير إلى يومنا هذا، فهو جسر يظهر للناظر إليه مُعَلَّقاً بشكل ساحر، وبطريقة متقنة. تم تصميم جسر شهارة، ويبلغ طوله حوالي 20 مترا، وعرضه ثلاثة أمتار.
خلاصة:
في مدينة شهارة يقع جبلان أحدهما جبل شهارة الفيش، والآخر جبل شهارة الأمير، وهما جبلان فيهما سكان؛ هؤلاء السكان كانوا بحاجة إلى التنقل بين الجبلين ونقل بضائعهم، ففكروا في بناء جسر يساعدهم على ذلك، وكان لهم ذلك بأن بنوا جسرا يعرف إلى الآن بجسر شهارة؛ معلمة تاريخية، وقبلة سياحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي