
تمتلك اليمن كدولة جواهر حقيقية طبيعية، تمثلت في الجزر المحيطة بها وأحد هذه الجزر هي جزيرة كمران والتي ستكون محور حديثنا اليوم، فكمران هي إحدى الجزر اليمنية والتي تتبع جغرافيًا محافظة الحديدة ويبلغ تعداد سكانها في الإحصائية التي جرت عام 2004، 3032 ألف نسمة من أبناء اليمن الذين استوطنوا فيها وعلى مر السنوات كان للجزيرة مكانًا جغرافيًا متميزًا ساحرًا، وملجئًا علاجيًا يأتيه الناس من جميع أنحاء العالم، كما كان لها تاريخًا عسكريًا وكل هذا سنعرفه في السطور القادمة.
موقعها
تقع جزيرة كمران قبالة الساحل الغربي للصليف بمسافة تصل حتى 6 كم، وتبلغ مساحتها 100 كم مربع وكانت تعتبر المكان الذي تستمد منه ميناء الصليف آمانها، وآمان السفن سواء في دخولها أو خروجها من الميناء.
واستخدمها الإنجليز أثناء فترة احتلالهم للأراضي اليمنية إبان الحرب العالمية الأولى، مقرًا للإشراف على حركة الملاحة البحرية من الناحية الغربية للجزيرة، وأطلق عليها لؤلؤة البحر الأحمر اليمنية كما أطلق عليها لقب “سقطري البحر الأحمر”، تيمنًا بجزيرة سقطري اليمنية.

وتمتلك الجزيرة العديد من الثراء من حيث المناظر الطبيعية، والشواطئ الخلابة والكثير من المعالم الأثرية والأطلال التاريخية بها، فلطالما كانت كمران مطمع سواءًا للمحتل مثل الرومان وآخرهم الإنجليز الذين ظلوا في الجزيرة حتى جلائهم عنها في 1967 أو مطمع للقراصنة، وتعد أحد أبرز وأهم البقاع اليمنية جذبًا للسياح.
مقوماتها
تعتبر كمران عائمة على هضبة من الصخور والشعب المرجانية ذات المنظر الخلاب، إضافة إلى امتلاكها شواطئ تكون محط زيارة كافة السياح من كل مكان بالعالم، إضافة إلى أن وسط الجزيرة خصبًا وصالحًا للزراعة، كما أن منخفضاتها تكون مكانًا صالحًا لتخزين مياه الأمطار الموسمية، كما أنها تتمتع بجو رائع طوال العالم.
وتمتلك الجزيرة أيضًا العديد من الحيوانات البرية، فعلى سبيل المثال تجد فيها الكثير من حيوان الحمار الوحشي والغزلان الذي في حالة تناقص مستمر قد يصل إلى الإنقراض، وذلك يعود لعدم الإهتمام بتلك الجزيرة بالقدر الكافي، على الرغم اقترابها وبشدة أن يتم إعلانها محمية طبيعية من قبل منظمة اليونيسكو الدولية.
وتعد كمران مقرًا للصيادين نظرًا لاحتوائها على الجمبري، والعديد من الأسماك والأحياء المائية الآخرى التي تجعل من كمران مكانًا ممتازًا لصيد الأسماك، إضافة إلى احتواء الجزيرة على العديد من مواقع الغوص لمحترفي الغوص، حيث أن الجزيرة غنية بغابات من الشعب المرجانية، ومكان ملائمًا لإستيطان سلاحف البحر، وقنافذ البحر، والعديد من الكائنات البحرية الآخرى.

تاريخها
نظرًا لموقعها الاستراتيجي فتمتلك الجزيرة قدرًا كبيرًا من تاريخٍ حافل على المستوى العسكري، فعلى الرغم أن معاهدة لوزان التي تم إبرامها عام 1923م، كانت قد نصت على الإشراف الإنجليزي فقط على الجزيرة لضمان استمرارها كونها محجرًا صحيًا، إلا أن هذا لم يمنع القوات البريطانية من دخولها والإقامة فيها وفرض سيطرتهم عليها بشكل كامل عام 1949.
واتخذت بريطانية الجزيرة بالقوة، وكانت على إدراك تام بأن الشعب اليمني مشغول في أزماته الداخلية ولن يستطيع إخراجها منها، واستخدمة إنجلترا الجزيرة في مراقبة ومتابعة حركة الملاحة، إضافة إلى اعتبارها نقطة أمنية للحفاظ على ميناء الصليف، إضافة إلى بدء عملهم في التنقيب عن الآثار سواءًا كان داخل الجزيرة، أو في منطقتي الصليف وابن العباس.
آقام الإنجليز العديد من المنشآت سواءًا الإدارية أو السكنية لقواتها على الجزيرة، وعلى الرغم أن هناك بالجزيرة مجموعة من أطلالهم إلا أنهم كانوا قد دمروا كل تلك المنشآت، في مرحلة إجلائهم عن الآراضي اليمنية مع بدء انسحابهم من الدول التي احتلوها في منطقة الشرق الأوسط.
ونختم حديثنا عن الجزيرة قائلين أنها حتى وإن رأيتها في صور فوتوغرافية، أو فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لن يكفيك بل سيزيدك هذا شغفًا في الحاجة إلى زيارتها، فهي حقيقًة تحفة طبيعية كالكثير من الجواهر الثمينة، بالأراضي اليمنية.