مناطق اثرية

جامع المحضار – حضرموت

 تريم المدينة الضاربة بأطنابها في جذور التاريخ، تقع مدينة تريم على الضفة اليسرى من المجرى الرئيسي لحضرموت بالجمهورية اليمنية وتبعد عن مدينة سيئون ب 34 كيلو مترا ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 2070 قدما واما مساحتها فتقدر ب 3500 كيلو متر مربع. تشتهر مدينة تريم بمحافظة حضرموت بكثرة مساجدها البالغ عددها نحو 360 مسجدا، هنا عظمة الزمان وروحانية المكان، ومن بين هذه المساجد جامع المحضار حيت يعتبر هذا المسجد من أهم معالم مدينة تريم والذي لاقى اهتماما كبيرا من قبل العلماء والأئمة.

متى بني الجامع:

شيد جامع المحضار عام 1823م وتفنن البناؤون الحضارم في بنائه وهندسته ويعزى بنائه الى عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف، وصمم مئذنته الشاعر ابو بكر بن شهاب المتوفى في عام 1334 هجرية ويصل طولها الى 175 قدما، وقد بنيت قبل أكثر من 100سنة من الطين على قاعدة مربعة، وأخدت الشكل الهرمي مما أكسبها ميزة فريدة لا تشبه بقية المآذن، وهي أطول مئذنة طينية في العالم.

عمارة جامع المحضار:

تمتاز عمارة جامع المخضار بفن هندسي جميل ويتألف تخطيطه من فناء مكشوف تحيط به اربعة اروقة أعمقها رواق القبلة والذي يزينه ثلاث محاريم جصية بديعة مزينة بالزخارف الهندسية والنباتية والكتابية. وقد وسع المسجد وجدد تجديدا حديثا في اواخر القرن 13 هجرية وقد تولى عملية البناء والتصميم المهندسون والعمال التريميون، كما ان المسجد يحوي صحنا مربعا مكشوفا ومحاطا برواق من صفين من الأعمدة الدائرية المتجاورة ويبلغ عدد سواري المسجد 114 سارية.

ويعد جامع المحضار مقصدا لأبناء المدينة ومن خارجها خصوصا خلال شهر رمضان المبارك الذي يشهد فيه المسجد ازدحاما لأداء الصلاة فيه. وتعد مئذنة المسجد من أطول المأدن في العالم المبنية بالطين ومنارته ذات الارتفاع الشاهق التي شيدت في اوائل القرن 14 هجري تعد دليلا على تقدم فن العمارة الطينية في حضرموت حيث بنيت من الطين وطليت بالنورة وسقفت طوابقها السبعة بجذوع النخل وتتخذ الشكل المربع وتتسع في قاعدتها لتضيق كلما ارتفعت وبداخلها درج للصعود الى اعلاها ويبلغ ارتفاعها 175 قدما اي ما يقارب الخمسين مترا.

لا بد للزائر للمسجد ان يتأمل واجهته الأمامية فهي واجهة ذات قيمة معمارية فالتناسق والتناظر والتماثل سمة لها وتمتد نحو 630 مترا وترتفع عن سطح الأرض 11 مترا.

ويعد مسجد المحضار ومأذنته الأثرية من أبرز نعالم مدينة تريم الأثرية والتاريخية والتي تعد أحد الشواهد الأثرية للزائرين والباحثين واحد معالم مدينة تريم التاريخية ذات الفن المعماري الرائع.

جامع المحضار

المعلم الذي قام ببناء جامع المحضار:

المعلم عوض سليمان عفيف واخوانه هم الذين بنو المسجد والمأذنة الشهيرة وهي علامة خاصة بتريم خصوصا باليمن بشكل عام. عائلة عفيف عائلة توارثت البناء ابا عن جد، وتميزت هذه العائلة بالدقة والاتقان والابتكار التي جعلت من اسرة عفيف اسرة مميزة في البناء المعماري. هذه العائلة تنتمي الى جدهم الأول عفيف ابن معد يكرب الكندي الذي أسلم على يد عباس بن عبد المطلب في مكة المكرمة عندما سافر الى هناك ثم عاد مرة اخرى الى تريم ودفن فيها.

استلهم عفيف واخوانه البناء من خلال تجربتهم الحياتية في الأعمال التي سبقت مئذنة المحضار. فلو رجعنا للأعمال السابقة مثل مسجد الرياض بسيئون وكثير من المساجد الاخرى سنرى انهم جعلوه المئذنة خلاصة لجميع اعمالهم السابقة ووضعوا كل ابتكاراتهم فيها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي