
تعد مدينة تعز هي أقدم المدن اليمنية، ومركزًا للثقافة والفنون باليمن، فهي ثالث أكبر المدن من حيث التعداد السكاني، حيث يبلغ عدد سكانها تقريبًا 700 ألف نسمة، واطلق عليها العرب قديمًا دمشق اليمن، نظرًا لما تتمتع به من تاريخ وتراث، وكذلك أشجار وثمار وأزهار نادرة، وكذلك احتوائها على التنزهات التي جعلتها مركزًا يجذب الوافدين من كل مكان في العالم.
النشأة:
أطلق قديمًا على مدينة تعز ” القلعة القاهرة “، ذكرت المدينة للمرة الأولى، حسب المصادر التاريخيةن في القرن السادس الهجري، عندما أمر السلطان عبد الله بن محمد، سلطان الدولة الصليحية، ببناء قلعة القاهرة، وبدء في بنائها أخيه علي بن محمد الصليحي.
وثاني ذكر تاريخي لمدينة تعز، يجئ في عصر الأمير المنصور بن المفضل بن أبي البركات، والذي شغل منصب الوزير للملكة آروى بنت أحمد، عندما أمرت ببيع معظم المدن والقلاع، ولكنها رفضت بيع مدينة تعز وحصن صبر، إلى حاكم عدن آنذاك محمد بن سبأ، عندما عرض شراء المدينة والحصن بمبلغ مائة ألف دينار.
وفي فترة الحكم العثماني سيطروا على المرتفعات بقيادة أويس باشا، واقتحم بقواته تعز خلال توجه الجيش نحو صنعاء للسيطرة عليها عام 1547، ورغم احتلال العثمانيين لمدينة تعز وبعض أجزاء اليمن، ولكنهم واجهوا العديد من الثورات من الائمة الزيدية، وتمكن المطهر بن يحيى شرف الدين، من اقتحام صنعاء، وقتل مراد باشا وعليه سيطر بقواته، على كل من تعز وعدن.

وفي عام 1569، حاول العثمانيين استرداد مدينة تعز، حيث أرسل الباب العالي، عثمان باشا إلى المدينة، وقام بمحاصرة قلعة القاهرة، ولكنه فشل في اقتحامها، ليرسل بعدها الباب العالي سنان باشا، والذي استطاع اسعادة مدينة تعز واقتحام قلعة القاهرة، وتوفى الإمام المطهر عام 1572، ليتمكن بعدها العثمانيون من السيطرة الكاملة على المدينة.
وفي 1597 حاول اليمنيين استعادة المدن التي سلبت، بفعل جيوش العثمانيون، وبالفعل نجح المنصور بالله القاسم وأنصاره، من استعادة مدينة صعدة، عمران، وحجة، وأجبروا جعفر باشا لتوقيع هدنة من القتال، لمدة 10 سنوات، ويعد ذلك اولى خطوات انسحاب الحكم العثماني عن اليمن، الذين ظلت سيطرتهم فقط مقتصرة على المناطق الشمالية، حتى دخول القوات البريطانية إلى اليمن عام 1839.
التضاريس والمناخ:
تتميز تعز بكونها ذات سطح وعر، فهي تكملة لهضبة اليمن الغربية، وتقع على ارتفاع 3015 م، فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء بما قارب الـ256 كيلو، فهي منطقة يحيط بها جبل صبر من الجنوب، وتتخللها العديد من الهضاب والتلال.
ويتميز جوها بالاعتدال طوال العام، فهي من أكثر المدن اليمنية اعتدالًا في الحرارة، حيث تبقى درجة الحرارة 15 درجة مئوية من أكتوبر وحتى فبراير، بينما تزيد إلى 20 درجة مئوية من مارس وحتى يونيو، ولا تشهد درجات حرارة مرتفعة، إضافة إلى أنها لديها النصيب الأكبر بين المدن اليمنية، من حيث الأمطار.
الخدمات العامة:
تحتوي مدينة تعز على الربط بين مناطقها، عن طريق الحافلات الصغيرة، كوسيلة للنقل العام، وكذلك استخدام سيارات الآجرة أو السيارات الخاصة، كما تحتوي على مطار تعز الدولي، الذي يربط المدينة بمختلف دول العالم.
أما عن خدمات التعليم فتحتوي المدينة على 114 مدرسة، 90 منها مدارس للتعليم الأساسي الابتدائي، و24 مدرسة ثانوية، وجامعة تعز الحكومية التي تأسست عام 1993، وتحتوي الجامعة على 8 كليات في مختلف المجالات.
أما عن الخدمات الصحية، فتحتوي المدينة على 4 مستشفيات حكومية، إضافة إلى عدد من الوحدات الصحية، وتعد هي المدينة الأكبر في اليمن، من حيث عدد مقدمي الخدمات الطبية، نظرًا لاحتوائها على ما يقرب من 600 طبيب، و800 ممرض في مختلف التخصصات.
وفي الأخير نتمنى نكون قد أفدناكم بأكبر قدر من المعلومات عن هذه البقعة، التي شهدت العديد من المحطات التاريخية، على مر العصور، ومازالت تحلم بوطن واحد، وتحلم بالتقدم، ولكن مع عدم خسارتها عراقة ماضيها.