
تزخر اليمن بالعديد من المواقع والشواهد التاريخية، التي تثبت للعالم أجمع أن هذه الأرض قد مر عليها العديد من الدويلات والسلاطين ونظم الحكم المختلفة، على مر السنين وأن لديها من التاريخ ما يعود لما قبل الميلاد. ومن اهم هذه الشواهد التاريخية هو باب اليمن .
ومازالت تلك البقاع شاهدة لليمن على تراثها العريق الذي لا يستطيع أن ينكره أحد قط، ولهذا يتمتع الاقتصاد اليمني بقدر هائل من العائد المادي من السياحة لكل تلك المزارات، التي يأتيها الزائرين من كل مكان في العالم.
إضافة إلى أن الباحثين والمنقبين عن الأثار في اليمن، يرجحوا أن هناك مقدار ما تم اكتشافوا لم يكتشف بعد في الأراضي اليمنية، ومازالت اليمن تبهر العالم بأساطير من القرون الغابرة، وأحد تلك الأساطير هو باب اليمن
تاريخ باب اليمن
يعد باب اليمن أحد المعالم التاريخية والسياحية الهامة، ويعود تاريخه إلى ما يزيد عن ألف عام وهو أحد الأبواب المتبقية من أثار صنعاء القديمة، حيث يقع الباب في جنوب المدينة، حيث كانت المدينة تحتوي على 7 أبواب لم يتبق منهم كاملًا محتفظًا بشموخه وهيبته على عظمة المعمار اليمني سواه.
تشير المرويات التاريخية إلى أن بناء أبواب مدينة صنعاء القديمة السبعة، جاء بعدما اكتمل بناء السور الدائري المحيط بالمدينة القديمة وتحديدًا في عهد الدولة اليعفرية، والتي يمتد حكمها مابين 439هـ وحتى 532هـ.
بينما تشير مصادر آخرى أن تلك الأبواب قد بدأ العمل على بنائها في عهد الدولة الصليحية، وتحديدًا ما بين القرنين الخامس والسادس الهجري، وانتهت أعمال بنائها في عصر سلاطين الدولة الأيوبية، بعدما أحكموا سيطرتهم على اليمن سنة 569هـ.

وتشير مراجع تاريخية آخرى أن السور المحاط بمدينة صنعاء القديمة، أبوابه السبعة المتعارف عليها تاريخيًا، قد تم بنائهم على يد الملك السبئي شعرم أوتر في الفترة من نهاية القرن الثاني الميلادي وحتى مطلع القرن الثالث الميلادي، وأن ما تم عمله في فترة الدولة الأيوبية لم يكن سوى ترميم.
أبواب صنعاء القديمة
على الرغم أن المصادر التاريخية حينًا أرجعت أن سور صنعاء القديمة يحتوي على 4 أبواب فقط ، وحينًا آخر قيل أن للمدينة 7 أبواب، ولكن ما أسفرت عنه عمليات التنقيب والعودة إلى المراجع والمصادر التاريخية يثبت لنا أن الأبواب خمسة فقط، وهم:
- باب شعوب: هو الباب المسؤول عن دخول الوافدين للأحياء الشمالية.
- باب ستران: وهو الباب الخاص بالجهة الشرقية من صنعاء القديمة، وعرف بباب القصر لقربه من قصر القلعة.
- باب السبحة: وهو الخاص بالجهة الغربية للمدينة حيث يفضي إلى حي بئر العزب.
- باب اليمن: وهو المنفذ الجنوبي للمدينة، وعرف بباب الحرية عقب الثورة اليمنية.
وتلك يعتبرها المؤرخون الأبواب الأربعة الرئيسية، التي كانوا يحدوا صنعاء القديمة من الإتجاهات الأربعة، بينما يوجد أبواب آخرى، كانت تفضي إلى مناطق الأسواق والمنطقة القبور والأحياء المختلفة وهم:
- باب الشقاديف: وكان يقع في الناحية الشمالية من المدينة، ويفضي إلى حي بئر العزب من ناحية السور.
- باب الروم: وهو الباب الخاص بالجزء الشمالي الغربي من صنعاء القديمة، وأيضًا يفضي إلى حي بئر العزب.
- باب خزيمة: وهو المتواجد في الجزء الجنوبي، ويفضي إلى مقابر خزيمة.
- باب القاع: وكان يفضي هذا الباب إلى حي قاع اليهود.
- باب البلقة: يفضي أيضًا إلى حي قاع اليهود، ويتواجد في المنطقة الجنوبية من المدينة.
ولكن لم يبقى سوى باب اليمن ليكون ذكرى من أناس عاشوا ومروا من هنا في الماضي، ويعد أحد المزارات السياحية اليمنية الهامة، ومازال يحتوي مع مدينة صنعاء القديمة على كثير من الأسواق والمطاعم والمقاهي، التي تقدم خدماتها للزائرين.
وقررت اليونيسكو ضمه عام 2015م، ضمن قائمة الأماكن الأثرية المهددة للخطر وخاصًة بعد العمليات العسكرية التي شنتها قوات التحالف العربي، ضد القوات الحوثية، ولكن كل هذا لم يأخذ من هذا المكان هيبته التاريخية، الدليل على أن لليمن حضارة كانت وستبقى في المستقبل بيد أبنائها.
