اليمن

اليمن السعيد

لماذا سمي اليمن باليمن السعيد

يعد مصطلح “اليمن السعيد” من ضمن التسميات التي أطلقها المؤرخ الدنماركي فون هافن على الأراضي اليمنية، وعلى الرغم من تضارب هذا المصطلح مع ما مر على هذا الشعب من مآسي، ومن حروب إلا أن الكثيرين يبحثوا سواءًا في كتب التاريخ، أو على شبكة الأنترنت عن السر وراء هذا المصطلح، وماذا كان معناه أو ما كان يصفه هذا المصطلح، وسنحاول في هذا المقال أن نجيب على السر وراء اليمن السعيد.

اليمن بين الماضي والحاضر

على غرار ما قد تسمعه عن دولة اليمن في الأخبار بشكل شبه يومي، وهذا الأمر من عشرات السنين ولكن لا يمكن نكران أن هذه الأرض هي جنة بكل ما تحويه الكلمة من معنى، فناهينا عن النباتات الجبلية الخلابة التي تتمتع بها بقاعها الصحراوية، ولكن تجد أيضًا المساحات الخضراء الواسعة، إضافة إلى سواحلها التي تجذب إليها السياح طوال العام، نظرًا لاعتدال أجوائها طوال أيام السنة، إضافة إلى المحميات الطبيعية التي تحتوي على الحيوانات والطيور النادرة.

فتاريخيًا تعد اليمن منتجع صحي مفتوح، ومتحف مفتوح، وهناك من أطلق عليها فينيسيا الشرق، نظرًا لما يجده زائر المدن اليمنية في كل خطوة من قصور، قلاع، حصون، طرق حجرية، تم بنائها واستمرت موجودة في شموخ شاهدة على عصور سابقة شهدت فيها الأراضي اليمنية العظمة، وكانت منارة ثقافية وتجارية وفنية لجميع البشر حول العالم.

وحتى بعد ظهور المسيحية ومن بعدها ظهور وقيام الدولة الإسلامية، ظلت اليمن محتفظة بطابعها المميز والمختلف عن جميع دول الجزيرة العربية، وليس فقط الطابع الأخلاقي لأهل البلد، ولكن طابعها المعماري وأجوائها الساحرة.

وتاريخيًا كانت اليمن حصن مغلق على نفسها، نظرًا لكونها أحد أكبر الدول العربية في الشرق الأوسط وثانيًا لكون حدود العديد من مدنها جبلية، صعب ذلك من مهمة احتلالها بشكل كامل، ولوقوع اليمن في أيدي المحتلين لها ولخيراتها كثيرًا ما كانوا يلجأوا للتفرقة بين أبنائها، لمعرفتهم أن طالما هذا الشعب يقف على قلب رجل واحد لن يستطيعوا أن يتقدموا خطوة واحدة داخل أراضيها.

اليمن السعيد

يعد المصطلح ليس بالغريب على أسماعنا، فكثيرًا ما سمعناه وتسائلنا عن قائله، وفي واقع الأمر أن من أطلق هذا الاسم على اليمن لم يكن شخصًا واحدًا، بل مجموعة من الأشخاص، ولكن يعد أول من قال هذا المسمى على الأراضي اليمنية، كان القائد ألكسندر المقدوني، أو الأسكندر الأكبر، فبعد محاولات بائت جميعها بالفشل في احتلال الأراضي اليمنية برًا وبحرًا، أن هذه أرض أهلها سعداء وليسوا بحاجة لمن يكون واصيًا عليهم وأطلق عليها “اليمن السعيد”.

وكلمة اليمن معناها الأرض الشمالية أو ما عرف فيها بعد باليمن الشمالي، كما أطلق الرومان على اليمن اسم “العربية السعيدة”، وذلك لما كانت ولازالت تحتوي عليه من مناظر طبيعية خلابة، وأماكن علاجية طبيعية، ناهينا عن شواطئها، والجزر المحيطة بها، كل ذلك بجوار اتخاذ أهلها الصناعات اليدوية مثل صناعة السجاد، وبيع العسل الجبلي اليمني الأصلي، من خلال تربية ورعاية النحل، إضافة إلى الأشجار الجبلية النادرة التي يتم استخدامها في الكثير من الأدوية.

في الأخير لا يمكن أن نقول سوى أن دولة اليمن مازالت هي جنة الله على الأرض، فهي من أكثر الدول التي حباها الله سبحانه وتعالى بالمناظر الطبيعية، وبالمساحات الخضراء الشاسعة، وكذلك ضمت بين صفحات تاريخها على عراقة وأصالة ليس لها مثيل.

المصدر
موجز التاريخ اليمني، المركز الوطني للمعلومات بالجمهورية اليمنيةموقع مؤسسة حبان الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي