
لكل بلد عاداتها في طرق الزواج، وإقامة حفلات الزفاف الخاص بها، وتختلف كل بلدة عن الآخري بل كل حي عن آخر، اليمن أيضا من البلاد التي تضم أكثر من عادة لكل من محافظتها، ولكل منهم طابع خاص وفي هذا المقال سنتحدث عن بعض من طرق و عادات الزواج لأهل اليمن.
فهناك الطرق التقليدية والمتعارف عليها، مثل مقابلة أهل العروس في البيت للتعارف وتوطيد العلاقات ورؤية العروس، والتعرف على مدي التوافق بين كل من العريس والعروس، ثم تبدأ أسرة العروس في التعرف على رأيها، فإذا تم الوفاق يتم تحديد موعد لمناقشة أمور الزواج، ومن ثم يتم تحديد موعد الخطبة وتتم الزيارات المنزلية للتعارف بشكل أفضل.
يوم الخطبة في اليمن
عادة ما تكون يوم الخميس أو الجمعة، ويقوم والد العريس وأقاربة بزيارة والد العروس، حاملين الحلوي والزبيب وبعض الهدايا، وكذلك يتم تسليم خاتم الخطبة، وملابس للعروس ووالدتها ومن ثم يتم تعيين موعد الزفاف، وفي تلك الجلسة يتم تحديد المهر المقرر للعروس.
طقوس مراسم الزواج في اليمن
هناك بعض المناطق التي يذهب إليها العروسين سويًا لإقامة حفل الزفاف، وهناك من يتم خروجها من بيت أهلها بموكب واحتفاليه إلي منزل الزوجية، وهناك حالات يرفض فيها الأهل أن تذهب ابنتهم إلى منزل الزوجية مباشرًة بعد حفل الزفاف، ولكنها تعود إلى بيت أهلها ومن ثم تذهب للزوج بعد أيام قليلة وتخرج تمامًا كيوم الزفاف، في موكب كبير، ويتم الاحتفاء بها قبل مغادرة بيت أهلها.
عادة يتم العرس في يوم واحد، ولكن هناك بعض الحالات التي يقام فيها العرس علي مدار 3 أيام، وفي حالات آخرى يصل إلي 10 أيام ،وخلال هذة الأيام يذهب العريس مع الأصدقاء إلى حمام البخار، ويسمى بيوم الحمام، وفي ذلك اليوم تكون العروس أيضًا تحتفل بيوم الحمام حيث ترتدي ثيابًا خاصة، وتسمى القميص، مع وضع لثام على وجهها، وترتدي الحلي المميزة من الفضة، وفي حالات ترتدي حلي من المرجان الأصلي لحمايتها من العين والحسن.

وهنالك يوم للحناء والذي يحتفي أصدقاء العريس به، ويُزف من منزله وحتى مكان إقامة حفل السمر الذي أيضا يقام في غالية الأوقات، ويقوم أصدقائه بالدق على الطبول مع ايقاعات سريعة ومميزة، أما عن العروس فبتدأ يومها بالنقش على يديها وقدميها، حيث ترتدي العروس فساتين من القماش الفاخر وتتزين بالحلي الذي يكون من الذهب الخالص.
وفي نهاية اليوم تقام وليمة كبيرة، ويزف العريس إلى منزله، والجدير بالذكر أن الزفة اليمنية تمتاز لكون يتم خلالها حلقات الذكر، والصلاة على النبي فيها، في حين نجد أن على العروس عند عودتها إلى منزلها يكون عليها أن تقوم بكسر مجموعة من البيض، وكذلك يتم ذبح الغنم لتضع العروس قدميها بدم الأضحية وبعدها تحمل القليل من نبات الشذاب ذات الرائحة الذكية الجميلة.
وهناك بعض العادات الآخرى يتم فيها دخول العروس إلي بيت زوجها بعد غروب الشمس، ويتم ذلك في وجود زفة مهيبة، تكون مصحوبة بالزغاريد، والأعيرة النارية، وتظل العروس ملثمة الوجه حتى تأخذ مبلغًا من المال من زوجها، وتعد هذه إحدى العادات القديمة للزيجات في اليمن، ولكن هناك عادة آخرى مازالت تسمى حق الفتاشة والتي تكون عبارة عن إعطاء الزوج مبلغ من المال لزوجته بعد إتمام الزواج والدخول بها.
وهناك طرق آخرى للزواج ومنها أن يأتي الأب أو الأم، أو حتى الأقارب بعروس للأبن، وإذا تم الوفاق يتم تحديد موعد الخطبة مباشرًة، وعادة ما يتم اعتماد هذه الطريقة في العديد من مناطق اليمن، ويتم اختيار العروس أيضًا عن طريق الأخوات والأقارب، وأبرز ما يميز العروس عند أهل العريس هو الأصل الطيب والجمال وحسن المظهر والدين.
في الأخير يمكننا مما سبق أن نؤكد أن عادات وتقاليد اليمن مثلها مثل أي دولة حول العالم، كما لها تقاليدها في الحياة اليومية التي تتمسك بها، وتحاول الحفاظ عليها لمعرفة أهل البلد أن في الحفاظ على تلك التقاليد حفاظًا على الهوية، فكذلك الأمر في الزواج له تقاليده، ولكن تتميز الدولة بمختلف تلك الطرق التي يتم اعتمادها في انتقال الفرد لمنزل الزوجية.