اليمن

تعرف على قصة أرض الجنتين

أرض الجنتين

تعتبر اليمن من أكثر الدول التي ذكرت في القرآن الكريم، ومن خلاله يعلمنا الله من قصص أهلها بدايًة من قصة سيدنا سليمان مع الملكة بلقيس ملكة مملكة سبأ، مرورًا بقصة أهل عاد التي يرجح المؤرخين بأنها تعود للشعب اليمني في السابق، حتى قصة أرض الجنتين والتي ستكون محل حديثنا اليوم، والتي سنحاول التعرف عليها عن قرب.

أرض الجنتين في سورة الكهف

اختلف المؤرخون وعلماء الدين حول قصة أرض الجنتين، فهناك من اعتقد بأنها تلك القصة التي تحكي قصة الصاحبين الذين امتلكوا أرضين بجوار بعضهما البعض والتي ذكرت في سورة الكهف، وآخرين ذهبوا للقصة التي ذكرت في سورة القلم، وفي السطور القادمة سنتعرف على القصتين.

فالأولى والخاصة بسورة الكهف تتحدث عن أثنين من الأصحاب أحدهم كان مواظبًا على إعطاء من ماله ومما أعطاه الله للفقراء وعليه كانت ثروته تكبر، وأراضيه تتسع وجناته تكثر من فواكها وخضرواتها والآخر كان لا يشكر الله أبداً ولا يخرج مما أعطاه الله وعليه فجعل الله أرضه بورًا ولا يصلها لا ماء ولا خير ليكون عبرة عقابًا ليس فقط على عدم إخراجه للفقراء والمحتاجين، ولكن كذلك لحقده تجاه صاحبه.

وتعطينا القصة وجهتي نظر مختلفتين الأولى شخص شاكرًا حامدًا لربع على كل ما يأتيه متوكلًا على الله لعلمه بأن جميع نعم الدنيا لا تساوي شيئًا بما يمكن أن يعطيه الله له في الآخرة، وأن هناك آخر من حقده وغيرته التي استولت على قلبه جعله ذلك ناظرًا راغبًا في متاع الدنيا، متناسيًا الآخرة مما جعله يتباهى بما لديه من مال وولد أمام صاحبه لسرعان ما يجد عقاب الله في زوال النعمة.

القصة في سورة القلم

بينما نجد أن هناك قصة آخري عن أرض الجنتين في القرآن الكريم بسورة القلم، وهي عن قرية تدعى ضروان، ويرجح العلماء والمؤرخين أن هذه الأرض هي منطقة الصريم اليمنية في وقتنا الحالي وهي الأرض التي حرقها الله بعد أن كانت جنان خضراء.

تحكي القصة عن قصة شيخ كبير من قرية ضروان، والذي كان يمتلك مزرعة كبيرة تحتوي دائمًا على الخضروات والفاكهة ولكنه دائمًا ما كان يخصص حصة للفقراء والمساكين من ناتج المزرعة، سواء بالمال أو بالمحاصيل أو بالثروة الحيوانية التي كان يراعاها في مزرعته.

بدأ الرجل يحتضر ثم مات وأورث الأرض لأبنائه، وأوصاهم بالفقراء والمساكين والمحتاجين، وأن يتابعوا ويستمروا في فعل الخير مثلما كان يفعل، ولكن أبنائه كانوا بخلاء وخانوا الوعد الذي أعطوه لوالدهم قبل وفاته، ورفضوا إعطاء أي من حصص الأرض وخيراتها للفقراء، وكانوا يبيعوا جزءًا ويأكلوا من جزء آخر ولا يبقوا على شيء للمساكين.

ليبدأ حلول غضب الله عليهم، ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر، وأرسل الله عليهم نارًا عظيمة أحرقت أراضيهم وجناتهم الواسعة في ليلة واحدة وهم نائمون، وكان لهذا الاحتراق أثرًا على منع أراضيهم من الزراعة مرة آخري وتحولت أراضيهم الخضراء إلى أراضي سوداء شاسعة.

الأمر الذي جعلهم يظنوا أنهم ضلوا طريقهم إلى أراضيهم الخضراء، وكلما كانوا يتسائلوا عن الأرض ويذهبوا إليها ويجدوها تلك الأراضي السوداء كانوا غير مصدقين، حتى فطنوا إلى ما عاقبهم الله به من عذاب لحرمانهم الفقراء من خيرات أراضيهم.

ويرجع العلماء والمفسرين أن تلك الأرض موجودة في اليمن، وهي منطقة كبيرة واسعة سوداء ومحترقة والموجودة في منطقة الصريم، والتي تبعد عشرين كيلو متر عن العاصمة صنعاء، وتوجد في الطريق المؤدي إلى محافظة عمران، وتلك الأراضي لا تنبت فقط ولكنها أيضًا أرض موحشة تدمي الأقدام وتمزق الأحذية وبالفعل لمن يراها يتعجب كيف لهذه الأرض أن كانت في يوم خضراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي